*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

ختام الأسبوع الثقافي بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة

ختام الأسبوع الثقافي بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة
مدير مديرية أوقاف القاهرة :
الثبات على الحق من صفات الأنبياء (عليهم السلام)
ومن شيم المؤمنين الأتقياء
إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) :
الثبات على الحق معلم بارز من معالم الاستقامة وكمال الإيمان

في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة اليوم الثلاثاء 14/ 11/ 2023م بعنوان: “الثبات على الحق”، حاضر فيه الدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، وقدم له الأستاذ/ محمد عبده المذيع بالتلفزيون المصري، وكان فيه المبتهل الشيخ/ بلال مختار مبتهلا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة، والدكتور/ منتصف عبد المهيمن مدير الإدارات، والشيخ/جمال إسماعيل حسن مدير إدارة أوقاف جنوب القاهرة، والشيخ/ عامر عبد الخالق المفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ خالد صلاح الدين أن الثبات على الحق صفة من صفات الأنبياء (عليهم السلام)، ومن شيم المؤمنين الأتقياء، ورزق من الله (عز وجل) لعباده، مشيرًا إلى أن أهل الحق في كل زمان ومكان هم أعظم الناس صبرًا على أقوالهم، ومعتقداتهم، وإن أصابهم في سبيل ذلك ما أصابهم، وهذا هو الثبات على الحق، حيث يقول الحق سبحانه: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ”، وقال سبحانه: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ”، كما بين أن الفتن التي يتعرض لها المؤمن في هذه الأزمنة المتأخرة كثيرة متنوعة، فهناك فتن الشبهات والشهوات، وفتنة المال والجاه، وفتنة الشهرة، وواجب المسلم أن يكون ثابتًا على الحق متمسكًا بدينه، مضيفا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب لنا أروع الأمثلة في الثبات على الحق ففي الحديث: عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُكثرُ أن يقولَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك فقلت يا نبيَّ اللهِ آمنَّا بك وبما جئتَ به فهل تخافُ علينا؟ قال نعم إن القلوبَ بينَ إصبعينِ من أصابعِ اللهِ يُقلِّبُها كيفَ يشاءُ”، كما أوضح أن المشركين ساوموا النبي (صلى الله عليه وسلم) في محاولات كثيرة على ترك دعوته فلم تزده تلك العروض إلا ثباتًا على الحق، ويقينا بدعوته، دون مراوغة أو مداهنة.
وفي كلمته أكد الدكتور/ على الله الجمال أن الثبات على الحق أمام الشدائد والمحن والخطوب وأمام تلون الدنيا ومغرياتها سمة من سمات عباد الله الراشدين الذين يعلمون أن الفتن إنما هي تمحيص للمؤمنين، وفتنة للغافلين اللاهين قال (سبحانه): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، وقال (سبحانه): “ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ”، مؤكدًا أن الفئة المؤمنة لا تغير من إيمانها الكروب سلبًا، بل إن الكروب تزيدها قناعة بنصاعة الطريق الذي تسير عليه ولذا تجد في محطات الألم والغربة والكربة والابتلاء جلاء لما صدأ من إيمانها، كما بين أن الثبات معناه أن يستمر المرء في طريق الهداية والالتزام بمقتضيات هذا الطريق والمداومة على الخير، والسعي الدائم للاستزادة منه، مضيفًا أن الثبات على الدين معلم بارز من معالم الاستقامة لأن المتردد والخائف لا يقدر على الثبات ولا يقوى على تكاليف الاستقامة.
مختتمًا حديثه بأن مسألة الثبات على الحق كانت الشغل الشاغل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكانت القضية التي تشغل فكر أصحابه من بعده قال (سبحانه): “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ”، وكان من دعائه (صلى الله عليه وسلم): “اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ ، والعزيمةَ على الرُّشدِ”، وكان يكثر من قوله: “يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك”.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى