انطلاق الأسبوع الثقافي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
انطلاق الأسبوع الثقافي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
أ.د/ عبد الله النجار:
الوطن من أجل النعم
والإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية ولا ماضٍ ولا مستقبل
الشيخ/ خالد الجندي:
من واجبنا الدفاع عن الوطن بجميع الوسائل
والحفاظ عليه من يد الأعداء والطامعين
والوقوف صفًّا واحدًا خلف قيادتنا الرشيدة
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بمحافظة القاهرة الأحد 29/ 10/ 2023م بعنوان: “قيمة الوطن”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدم له الدكتور/ مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وكان فيه القارئ الشيخ/ أيمن منصور قارئًا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة، وسيادة المستشار/ علي عمارة عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته قدم أ.د/ عبد الله النجار الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه البرامج الدعوية الضخمة بجميع أنشتطها المتعددة والمتنوعة التي أعادت للمساجد كلها دورها ورونقها، مشيرًا إلى أن الوطن نعمة من أجل النعم، فالإنسان بلا وطن إنسان بلا هوية، ولا ماض، ولا مستقبل، فحب الوطن ليس لنا عنه بد فهو أرض الخير، والبركة، والعطاء، مضيفًا أن الظروف والمشاغل لو فرضت على الإنسان أن يترك وطنه فهناك دائما ما يشدنا للعودة إليه فجذورنا راسخة في ترابه، وانتماؤنا وولاؤنا له لا ينتهي، وأن نصرة الوطن والحفاظ عليه نصرة لدين الله (عز وجل)، والتفريط في حق الوطن تفريط في دين الله (عز وجل)، فالحفاظ على الوطن والدفاع عنه أمرنا به الشرع الكريم، مختتمًا حديثه بأن قضية الدفاع عن الوطن تقتضي أن يكون هناك وعي تام، ويقظة كاملة بمكانة الوطن، والمحافظة على مقدراته فكل شبر من أرض الوطن يساوي حياة.
وفي كلمته قدم الشيخ/ خالد الجندي الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على رعايته واهتمامه بالمساجد وقيامها بدورها لخدمة الدعوة على أكمل وجه، مشيرًا إلى أن حب الوطن ينبع من الإيمان الخالص لله (عز وجل) فالوطن هو المكان الذي ولدنا فيه وعشنا في كنفه، وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه، مشيرًا إلى أن الأمن في الأوطان من أجل وأعظم النعم، وعند أهل العلم وذوي العقول أنه ليس بعد الإيمان نعمة أعظم من نعمة الأمن يمن بها الله (عز وجل) على الأوطان والبلدان والإنسان، قال (سبحانه): “لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ”، وقال (صلى الله عليه وسلم): “من أصبح منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ، عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا”، وأن الإنسان إذا توفر له الأمان، والعافية، والرزق كان كمن ملك الدنيا، وجمعها، فلا يحتاج إلى شيء آخر، وعلى العبد أن يحمد الله (عز وجل)، ويشكره على هذه النعم، كما بين أن سلب الأمن عن الوطن من أشد العقوبات الإلهية قال (سبحانه): “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”، كما بين أن من واجبنا الدفاع عن الوطن بجميع الوسائل، سواء كانت الدفاع ببذل المال، أو النفس، أو الدفاع بالكلمة، والحفاظ عليه من يد الأعداء والطامعين، والوقوف خلف قيادتنا الرشيدة، مختتما حديثه بأن عداوة اليهود وغدرهم لا تنحصر في عداوتهم وغدرهم بالمسلمين فقط، وإنما اليهود يعادون المسلمين، ويعادون غيرهم، ويعادون سائر الناس، وذلك أَن اليهود يرون أنفسهم أفضل الأجناس، فهم في عقيدتهم أَنَّهم الجنس السامي، الجنس الراقي، شعب الله المختار، والذي يمعن النظر في آيات القرآن الكريم يرى أَنَّ الله (تبارك وتعالى) وصف اليهود -لعنهم الله- بأقبح الصفات، فكانوا دائما ينقضون العهد والميثاق، وكانوا يلبسون الحق بالباطل، وكانوا يأمرون الناس بالبر، وينسون أنفسهم.