ختام الأسبوع الثقافي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
ختام الأسبوع الثقافي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
الدكتور/ رمضان عبد الرازق:
من آداب السفر الإكثار من الدعاء فدعوة المسافر مستجابة
الدكتور/ مصطفى عبد السلام:
تقوى الله (عز وجل) خير زاد للمسافر
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة اليوم الأربعاء 18/ 10/ 2023م تحت عنوان: “آداب السفر” حاضر فيه الدكتور/ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، والدكتور/ مصطفى عبد السلام وخطيب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وقدم له الأستاذ/ محمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ ماهر الفرماوي قارئا، والمبتهل الشيخ/ عبد الرحمن حسين الأسواني مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ محمود حلمي مسئول الإرشاد الديني، والشيخ/ أحمد محمد قاعود مدير إدارة وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته قدم الدكتور/ رمضان عبد الرازق الشكر لوزارة الأوقاف على جهودها في تجديد الخطاب الديني، وعلى اهتمامها بالمساجد مبنى ومعنى، مشيدا بهذه الطفرة الدعوية والثقافية المتنوعة من خلال الأسابيع الثقافية وغيرها، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي دين الأدب، والرقي، والقيم النبيلة، حيث شرع لنا مجموعة من القيم والآداب التي ترتقي بها المجتمعات، مبينا أن من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) في السفر أنه كان يستحب الخروج للسفر أول النهار، وفي يوم الخميس، وكان يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل، ويكره السفر للواحد، كما بين أنه (صلى الله عليه وسلم) كان إذا ركب راحلته كبر ثلاثا، ثم قال: “سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون”، ثم يقول:” اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا”، وكان إذا رجع من السفر زاد: “آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون”، وكان إذا علا الثنايا كبر، وإذا هبط الأودية سبح”، وقال له رجل: إني أريد سفرا، قال: “أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل شرف”، وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: “أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك”، كما أشار إلى أن من آداب السفر إذا نوى السفر أن يستخير الله (عز وجل) في سفره بأن يصلي ركعتين من غير الصلوات المفروضة، ثم يدعو بدعاء الاستخارة، وأن يقضي ديونه، أو يوكل من يقضيها عنه، وأن يوصي أهله بخير، مختتمًا حديثه بأنه يستحب للمسافر أن يصطحب رفقة صالحة في سفره يخففون عنه وحشة الطريق، ويساعدونه عند الحاجة قال (صلى الله عليه وسلم): “لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ مصطفى عبد السلام أن السفر سفران؛ فأعظم سفر هو السفر إلى الله (عز وجل) والدار الآخرة، مبينًا أن هذه الدنيا إنما هي جسر يعبره العابرون، ويجتازه المارون، قد قدموا من دار لينتقلوا إلى دار، قد قدموا من عالم العدم؛ لينتقلوا إلى دار الخلود قال (سبحانه): ” هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئا مذكورا”، مشيرا إلى أنه يجب على من عزم السفر المباح، أو الواجب أن يأخذ العظة، والعبرة في سفره الدنيوي الذي قد يستمر شهرا أو شهرين أو أكثر، في سفرهم الحقيقي، الذي مدته طويلة، ومسافته بعيدة، وهو السفر الأخروي، كما بين أن من أعظم آداب السفر التزود بالتقوى ففي الحديث “أتى النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلٌ فقال: يا رسول الله إني أريد سفرًا فزودني، قال: زودك الله التقوى”، موضحا أن خير الزاد في السفر امتثال الأوامر واجتناب النواهي.