انطلاق الأسبوع الثقافي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
انطلاق الأسبوع الثقافي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
عميد كلية اللغة العربية السابق:
الصحبة الصالحة سبب عظيم من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة
مدير مديرية أوقاف القاهرة:
الصاحب الصالح التقي باب من أبواب الخير
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة الأحد ١٥ / ١٠/ ٢٠٢٣م تحت عنوان: “آداب الصحبة” حاضر فيه أ.د/ غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية السابق، والدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، وقدم له الدكتور/ أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الدكتور/ أحمد نعينع قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمد عبد العظيم الملطاوي مبتهلا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ منتصف محمود عبد المهيمن مدير الإدارات، والشيخ/أحمد محمد قاعود مدير إدارة وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د/ غانم السعيد أن الله (عز وجل) خلق هذا الإنسان مدنيا بطبعه اجتماعيا ببني جنسه، فهذا الإنسان من بني آدم لا بد له من رفيق يرافقه، وصاحب يؤانسه، وعشيرة يأنس بها، ومن هنا جاءت شرائع الإسلام ببيان هذه الصحبة والرفقة، وجاءت بتعاليمها وحقوقها وآدابها.
مشيرًا إلى أن الإنسان في هذه الحياة سواء كان صغيرا أو كبيرا، ذكرا أو أنثى، لا بد له من صديق ورفيق، وقد جاء الإسلام ببيان حقوق الصحبة وآدابها، وحث على ما فيه مصلحة المسلم في هذه الحياة، وسعادته فيها، حيث أصل الإسلام وقعد قواعد الصحبة، مضيفا أن من قواعد اختيار الصحبة الإيمان، والتقوى قال (صلى الله عليه وسلم): “لا تُصاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، ولا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ”، موضحا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان حريصا على تعليم أمته ما ينفعها في دينها ودنياها، وما يحفظ عليهم علاقاتهم الطيبة، وكان يحض على التواصل والتواد والتصاحب بين المسلمين، مختتما حديثه بأن الصحبة الطيبة الصالحة سبب عظيم من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة قال (صلى الله عليه وسلم): “إِنِّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ، إِمَّا أنْ يَحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ، إِمَّا أنْ يَحْرِقَ ثَيابَكَ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبيثَةً”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ خالد صلاح الدين أن من مكارم الأخلاق حسن اختيار الصحبة التي تعين الإنسان على الخير والصلاح، مشيرًا إلى أن الصحبة الصالحة إنقاذ لصاحبها من النار، قال(سبحانه): “الأخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ”، موضحا أن الصاحب الصالح يشفع لصاحبه عند الله (عز وجل)، ويمكن أن يخرج صاحبه من النار ليدخل معه إلى الجنة، كما بين أن من أثر الصحبة الطيبة المحبة في الله (عز وجل) ففي الحديث: “أنَّ رَجُلًا زارَ أخًا له في قَرْيَةٍ أُخْرَى، فأرْصَدَ اللَّهُ له علَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أتَى عليه، قالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: أُرِيدُ أخًا لي في هذِه القَرْيَةِ، قالَ: هلْ لكَ عليه مِن نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قالَ: لا، غيرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ في اللهِ عزَّ وجلَّ، قالَ: فإنِّي رَسولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللَّهَ قدْ أحَبَّكَ كما أحْبَبْتَهُ فِيهِ”، موضحا أن الحب في الله (عز وجل) والتزاور فيه وحسن الصحبة من أفضل الأعمال وأعظم القربات إذا تجرد ذلك عن أغراض الدنيا، وأهواء النفوس، مختتما حديثه بأن الصاحب الصالح التقي باب من أبواب الخير.