في اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي بمسجد فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) بمدينة نصر بالقاهرة
في اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي
بمسجد فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) بمدينة نصر بالقاهرة
أ.د/ عوض إسماعيل :
العلم النافع غير محدود بحد معين ولا بمجال معين
الدكتور/ محمدي صالح عطية :
العلم هو السبيل الوحيد لمعرفة صلاح العمل وفساده
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي من مسجد فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) بمدينة نصر بالقاهرة اليوم الثلاثاء ١٠ / ١٠/ ٢٠٢٣م تحت عنوان: “فهم أحاديث طلب العلم” حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ عوض إسماعيل عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية السابق، والدكتور/ محمدي صالح عطية مدرس علم اللغة بجامعة المنيا، وقدم له الأستاذ/ السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ محمد عبد الكريم قارئًا، والمبتهل الشيخ/ مصطفى الشجري مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ منتصف محمود عبد المهيمن مدير الإدارات، والشيخ/ سيد حمودة مدير إدارة شرق مدينة نصر، والشيخ/فتحي الجوهري المفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د/ عوض إسماعيل أن العلم في الإسلام لا يعني فقط العلم الشرعي بأحكامه وآدابه، بل يشمل كل أنواع العلوم الكونية والمادية، مشيرًا إلى أن الإسلام دين العلم فأول آية نزلت من القرآن الكريم تأمر بالقراءة التي هي مفتاح العلوم قال (سبحانه): “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”، وأن العلم في الإسلام يسبق العمل، فلا عمل إلا بعلم كما قال سبحانه: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ”، كما أشار إلى أن ظواهر الكون ليست بالشيء المبهم الغامض الذي لا يُفسر، وأن بمقدور الإنسان الاستفادة من الكون واستغلال خيراته على أوسع نطاق لتأمين حياته ورفاهيتها قال (سبحانه): “وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”، وأن توجيه القرآن الكريم في هذا الصدد هو تأكيد لروح المنهج العلمي الصحيح الذي يدفع الإنسان إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة الإنسان وبالعلم في مواجهة الطبيعة، كما أكد أن العلم النافع غير محدود بحد معين ولا في مجال معين بل علينا أن ندخل إلى العلم وطلبه في كل المجالات، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) حثنا على طلب العلم حيث قال: “مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ وإنَّ العالم ليستغفِرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومن في الأرضِ ، حتَّى الحيتانِ في الماءِ” موضحا أن العلم نور للعقول وضياء للحضارات، مختتما حديثه بأن للعالم ثواب عظيم والدال على الخير كفاعله وإذا مات العالم فإن أجره عند الله (عز وجل) لا ينقطع بموته، بل يجري له ما انتفع الناس بعلمه قال (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمدي صالح عطية أن أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في فضل العلم والحث عليه كثيرة جدًا، فالعلم هو مقصد الإسلام الأسمى والعلم غذاء الروح، وهو باب لمعرفة الله وخشيته، فلا سبيل لمعرفة الله ومراده ودلالات كتابه وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) إلا بالعلم، كما أكد أن العلم الصحيح يورث خشية الله (عز وجل) قال (سبحانه): “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”، كما بين أنه السبيل الوحيد لمعرفة صلاح العمل وفساده، مضيفا أن العمل مع العلم يزيد الإيمان ويزيد اليقين، وأن العلم أعظم دعامة للأمم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا”.