وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد “أبو العباس المرسي” بالإسكندرية : كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) خير الخلق لأبنائه وخير الخلق لأحفاده وخير الخلق لأهله وخير الخلق للخلق أجمعين
وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد “أبو العباس المرسي” بالإسكندرية :
كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) خير الخلق لأبنائه وخير الخلق لأحفاده
وخير الخلق لأهله وخير الخلق للخلق أجمعين
وعلينا أن نجعل من شهر مولده (صلى الله عليه وسلم) شهرًا للإكثار من الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) ومدارسة سيرته عليه الصلاة والسلام
* * * * *
ويؤدي صلاة الغائب على ضحايا زلزال دولة المغرب وضحايا إعصار ليبيا الشقيقتين ويؤكد:
على جميع الدول والأفراد أن يعملوا متضامنين على الحد من تأثير التغيرات المناخية
وعلينا أن ندرك أن الموت قد يأتي بغتة وأن نقدِّم لأنفسنا قبل فوات الأوان
*************************
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة اليوم 15/ 9/ 2023م بمسجد “أبو العباس المرسي” بمحافظة الإسكندرية، بحضور السيد اللواء/ محمد طاهر الشريف محافظ الإسكندرية، وسعادة السفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية، وسعادة السفير الدكتور/ لطفي رؤوف سفير دولة إندونيسيا بالقاهرة، والدكتور/ محمد عزت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ/ سلامة عبد الرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي خطبته أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) أشرف الخلق وأنبل الخلق وأطهر الخلق وأعز الخلق على الله (عز وجل) رفع الله له ذكره وأعلى شأنه، فلم ولن تعرف البشرية إلى أن تقوم الساعة أعز ولا أنبل ولا أشرف من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقول الشاعر:
وَالله مَا حَمَلتْ أُنْثَى ولا وَضَعَتْ
أَبرّ وأَوْفى ذِمـــّـــــةً مِن مُحَمّد
ومَا فِي بِقَاعِ الأرْض حـــيًّا وميتا
ولا بين أرض والسما كَمُحمّد
ويقول أمير الشعراء:
يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ
خططت للدين والدنيا علومهما
يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ العدم
مديحُـنا فيـك حـبٌّ خـالصٌ وهـوًى
وصـادقُ الحـبِّ يُمـلي صـادقَ الكلمِ
مشيرًا إلى أنه وفي شهر ربيع الأول علينا بمزيد من الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) والاطلاع على سيرته والأخذ بسنته، وأن نجعل من شهر مولده (صلى الله عليه وسلم) شهرًا من الإكثار من الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يبلِّغوني عن أمَّتيَ السَّلامَ”.
وأكد وزير الأوقاف أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان خير الناس لأهله يقول (صلى الله عليه وسلم): “خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي”، وكان خير الخلق لأبنائه وخير الخلق لأحفاده، وخير الخلق لأصحابه، وخير الخلق للخلق أجمعين، كان (صلى الله عليه وسلم) يذكر أمنا أم المؤمنين السيدة خديجة (رضي الله عنها وأرضاها) طوال حياته حتى بعد وفاتها، ومن ذلك تقول السيدة عائشة (رضى الله عنها): جاءت عجوزٌ إلى النبيِّ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) وهو عندي فقال لها رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ): من أنتِ؟ قالت: أنا جثَّامةُ المُزنيَّةُ فقال: بل أنتِ حسَّانةُ المُزنيَّةُ كيف أنتُم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتُم بعدنا؟ قالت بخيرٍ بأبي أنت وأمِّي يا رسولَ اللهِ فلما خرجتُ قلتُ: يا رسولَ اللهِ تُقبِلْ على هذه العجوزِ هذا الإقبالَ فقال: إنها كانت تأتينا زمنَ خديجةَ وإنَّ حسنَ العهدِ من الإيمانِ”، ثم يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) عن السيدة خديجة (رضى الله عنها): “قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ”، وكذلك قال (صلى الله عليه وسلم) في حق صاحبه أبي بكر (رضي الله عنه): “إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ”، ويقول: “ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ”، وكذلك كان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأبنائه، فلما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه ورآءه سيدنا عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه)، فقال: وأنت يا رسول الله، فقال: “يا عبد الرحمن إنها الرحمة، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون”، وكان خير الناس لأحفاده، سجد (صلى الله عليه وسلم) يومًا فأطال السجود، فلما قضى الصلاة، قال الناس: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَي صَلاَتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً قَدْ أَطَلْتَهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: “فَكُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ”، وعن أبي قتادة الأنصاري (رضي الله عنه) قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “يصلِّي ، وَهوَ حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بنتِ رسولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) ، فإذا سجدَ وضعَها وإذا قامَ حملَها”، وجاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فوجده يقبِّل الحسن والحسين (رضي الله عنهما)، فقال: أتُقبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقبِّلُهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك”، هذا رسولنا الذي يقول فيه ربنا (عز وجل): “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ” فاجعلوا هذا الشر شهرًا لتعظيم الاقتداء بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكثرة الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) حتى ننال جنة ونعيمًا.
وقدم وزير الأوقاف خلال خطبته خالص التعازي لأهالي ضحايا إعصار ليبيا من المصريين و لأشقائنا في المغرب وليبيا،مشيرًا إلى أنه بعد صلاة الجمعة بأداء صلاة الغائب على ضحايا أشقائنا في زلزال المغرب وإعصار ليبيا ومن كان بينهم ممن لقوا ربهم من المصريين وغيرهم، سائلًا الله (عز وجل) أن يتغمدهم جميعًا بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد العالمين من كل سوء ومكروه.
وأكد وزير الأوقاف على أن ما يحدث في الكون وما يؤكد عليه العلماء من التغيرات المناخية تشكل خطرًا يتهدد الجميع، وأن على جميع الدول والأفراد أن يعملوا متضامنين على الحد من تأثير هذه التغيرات المناخية، وأنه ومع أخذنا بالعلم وتصدينا الجاد للأسباب المؤدية إلى التغيرات المناخية والأخذ بكل أسباب العلم، فإننا نؤكد أنه علينا أن ندرك أن الموت قد يأتيك بغتة، بسبب أو بلا سبب، فعلينا أن نقدم لأنفسنا قبل فوات الأوان لأن الله سبحانه وتعالى يقول: “مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ”، ويقول سبحانه: “فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ”، ويقول سبحانه: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ”، ويقول سبحانه: “أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ”، ويقول الشاعر:
يا راَقِد اللَيلِ مَسروراً بِأَوَّلِهِ
إِنَّ الحَوادِثَ قَد يَطرُقنَ أَسحارا
ويقول آخر:
أَينَ القُرونُ الماضِيَه
تَرَكوا المَنازِلَ خالِيَه
لَم يَبقَ مِنهُم بَعدَهُم
إِلّا العِظامُ البالِيَه
هذا وقد أدى كل من سيادة اللواء/ محمد طاهر الشريف محافظ الإسكندرية، وسعادة السفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية، وسعادة السفير الدكتور/ لطفي رؤوف سفير دولة إندونيسيا بالقاهرة والمصلون جميعًا مع وزير الأوقاف صلاة الغائب على ضحايا أشقائنا في زلزال المغرب وإعصار ليبيا ومن كان بينهم ممن لقوا ربهم من المصريين وغيرهم .. رحم الله الجميع برحمته.