انطلاق محاضرات الدورة التدريبية لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي بأكاديمية الأوقاف الدولية
انطلاق محاضرات الدورة التدريبية
لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة التعاون الإسلامي
بأكاديمية الأوقاف الدولية
* * *
عميد كلية الدراسات العليا الأسبق :
الفضاء الإلكتروني ساحة إعلامية ضخمة ومفتوحة
والاستثمار الأمثل للفضاء الإلكتروني يحتاج إلى مزيد من التدريب والجهد
* * *
رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب :
الذكاء الاصطناعي وفر زخمًا من المعلومات عن الثقافات الأخرى للشعوب
ويجب على الإعلامي أن يغتنم ذلك في توطيد علاقاته والاهتمام بما يجمع ولا يفرِّق
*******************
في إطار دور وزارة الأوقاف الريادي وحرصها على نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، انطلقت اليوم الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠٢٣م محاضرات الدورة التدريبية الدولية الرابعة لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية تحت عنوان: “أخلاقيات التعامل مع الفضاء الإلكتروني”، حيث عقدت المحاضرة الأولى للأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا سابقًا وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بعنوان: “المسئولية في إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”، وبحضور الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام التدريب.
وفي محاضرته رحب الأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار بمنسوبي اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي وبزملائهم المصريين المشاركين في الدورة، مؤكدًا أن هذه الدورات غاية في الأهمية ففيها يتم تبادل الرؤى والخبرات، مقدمًا الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ذلكم العالم الذي ابتكر طرقًا ومسارات جديدة في مجال الدعوة إلى الله (عز وجل)، وارتقى بالأئمة والواعظات عقليًّا وفكريًّا، فهو من المخلصين في الدعوة إلى الله (عز وجل) فكان على ثغر عظيم في هذا المجال فخاض حربًا ضد من يتاجرون بالدين بغية مصالح دنيوية، موضحًا أن الزيادة في طلب العلم أمر دعا إليه الإسلام، قال تعالى: “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”، مبينًا أن آيات الله في الكون تترا ولا يوجد في آراء الفقهاء ولا في كتبهم ما يدل على التعامل معها وإنما وردت المبادئ والقواعد التي ترشد إلى التعامل مع هذه الأمور وما يستجد منها.
مؤكدًا أن موضوع الفضاء الإلكتروني غاية في الأهمية، وأصبح حقيقة واقعة، وسلوكًا يمارس بما ينطوي عليه من وسائل مستجدة، وإن ممارسته يمكن أن تترتب عليها أمور أو نتائج، منها: النافع، وهذا لا يثير تساؤلًا فيما يتعلق بثماره، ومنها: الضار، وهو الذي يثير مشكلات فادحة فيما بين الفاعلين والمضرورين؛ لأن الضرر فيه ليس محصورًا بنوع معين أو مصلحة محددة، ولكنه يجتاح عددًا من المصالح المفردة أو المركبة، وقد يصل إلى حد سلب الحياة، أو التعدي على الأعراض والأموال والأديان والحضارات الإنسانية في أماكن وجودها، ومن المؤكد أن المساءلة في تلك الحالة لها ملابسات تستوجب الملاءمة بين الضرر والتعويض، ومراعاة الظروف الدولية وإجراءات التنفيذ، وينبغي على الإعلامي الحصيف أن يكون على دراية بكل ذلك.
مشيرًا إلى أن الاستخدام الرشيد لهذا الفضاء ليس أمرًا سهلًا، وأن الفضاء الإلكتروني مساحة إعلامية ضخمة ومفتوحة، والاستثمار الأمثل للفضاء الإلكتروني يحتاج إلى مزيد من التدريب والجهد، فالإنسان يعرف الفضائل كلها ويعترف بها إلا أن الالتزام بها هو الشيء الذي لا تجده عند الجميع وقد لفت الله نظرنا لهذا الأمر في قصة ابني آدم (عليه السلام )في قوله تعالى: “فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، فمن قتل يعرف جيدًا أن القتل حرام ولكنه رغم ذلك قتل أخاه، ومن هنا يتبين لنا أن إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أمر يحتاج إلى مقاومة وجهد حتى نصل بأنفسنا إلى الاستخدام الرشيد لهذه المواقع والاستثمار الأمثل إعلاميًّا للفضاء الإلكتروني.
وفي محاضرته أكد أ.د/ أحمد بهي الدين على أهمية الاستفادة من الاستثمارات الثقافية، خاصة لمن يقومون بمهمة مخاطبة الآخرين في عالم سريع التغير، مع أهمية مراعاة المصطلحات وتغيرها عبر العصور والثقافات، وأنه لابد من الاهتمام بثقافتنا الأصيلة في حياتنا اليومية، مع اعتبار التنوع بينها وبين الثقافات الأخرى، وأن المرء ينبغي أن يتنبه في تعامله مع الثقافات الأخرى، حيث إن من البلاغة تخير اللفظ في حسن الإفادة، فنتخير أنماط الحديث عند التعامل مع الثقافات الأخرى.
وأشار إلى أن التنوع الإنساني قيمة اعتبرها الدين الإسلامي، فالإسلام يدرك اختلاف طبائع الناس واختلاف اللغات واللهجات، والدين لا يخالف الثقافة، بل يدعو لنشر الثقافات والقيم الراقية، يقول الله (عز وجل): “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”.
كما أكد أنه لابد أن نقف على كل موضوع أو فكرة قبل الحديث عنها من الأساس في وجود أشخاص أصحاب ثقافات تخالف ثقافتنا، فنعتمد على القيم النبيلة المشتركة فيما بيننا، فنحن في حاجة إلى الاهتمام بما يجمع ولا يفرِّق وأن نهتم بالجوهر بدلا من المظهر.
مبينًا أننا في حاجة إلى استثمار ثقافتنا وتراثنا وليس محاربته، إذ إن ثقافتنا انتجت أنماطًا من السياقات الشعبية المتنوعة، والثقافة العربية في الماضي كان لها أنماط عديدة لا بد من فهمها فهمًا جيدًا.
وقد وفر الفضاء الإلكتروني والذكاء الاصطناعي زخمًا من المعلومات عن الثقافات الأخرى للشعوب التي يجب أن نغتنمها في توطيد علاقات وخلق فرص من التناغم والعيش المشترك، فأصبح من السهل معرفة طبائع الناس ومعتقداتهم ومقدساتهم.