خلال الجلسة العلمية الثامنة لليوم الثاني بعنوان : “الذكاء الاصطناعي”
خلال الجلسة العلمية الثامنة لليوم الثاني
بعنوان : “الذكاء الاصطناعي”
المهندس/ زياد عبد التواب:
العقل الإلكتروني هو محاولة لمحاكاة العقل البشري في اكتساب المعارف والخبرات والمواقف
الدكتور/ محمد بشاري:
الذكاء الاصطناعي عبارة عن عقل كبير استطاع أن يخزن كمًّا هائلًا من المعلومات
بما يُمكن من إعادة صياغتها في وقت وجيز
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي:
لا يجب أن يقل الاهتمام بالواقع الافتراضي الخطابي عن الاهتمام بالواقع التقليدي
المهندس/ أحمد الليثي:
تطبيقات الذكاء الاصطناعي غاية في الأهمية
الدكتور/ أشرف نبيل السمالوطي:
نحن في حاجة إلى الفضاء الإلكتروني في مجال التعلم والتعليم
ويمثل ثورة وإضافة في منتهى الأهمية
السيد الدكتور/ عبد الغني هندي:
لابد من اعتماد هيئة عالمية معتبرة للمحتوى الرقمي الديني
انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الثامنة تحت عنوان : “الذكاء الاصطناعي” برئاسة المهندس/ زياد عبد التواب مساعد أمين عام مجلس الوزراء لنظم المعلومات، وعضوية كل من: الدكتور/ محمد بشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالإمارات العربية المتحدة، والأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي عميد كلية الدعوة الإسلامية، والمهندس/ أحمد الليثي استشاري التحول الرقمي، والدكتور/ أشرف نبيل السمالوطي الأستاذ بجامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور/ عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وفي بداية الجلسة أكد المهندس/ زياد عبد التواب أن العقل الإلكتروني هو محاولة لمحاكاة العقل البشري في اكتساب المعارف والخبرات والمواقف، فهو يخزنها بداخله ثم يجري عليها بعض العمليات والإجراءات البسيطة لإخراج النتيجة المطلوبة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي في بداية ظهوره لم تتوفر له البيانات الرقمية المطلوبة لتقدمه وتطوره ومع ظهور شبكة الإنترنت بدأت إمكانية رقمنة المعارف السابقة والحاضرة، وشيئا فشيئا بدأ ظهور إنترنت الأشياء مع الثورة الصناعية الرابعة، وبدأ التطور في الحاسب الآلي لنصل إلى تطبيق يسمى (معالجة النصوص) لديه بيانات هائلة يستخدم هذا التطبيق بياناته ليستخلص المطلوب ويضعه في سياق متصل ويعرضه على المستقبل النهائي.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمد بشاري أن الذكاء الاصطناعي يعتبر من الأهمية بمكان، فهو من النوازل التي يجب أن تناقش فقهيًّا وعلميًّا، فالذكاء الاصطناعي عبارة عن عقل كبير استطاع أن يخزن كمًّا هائلًا من المعلومات والذي يمكنه إعادة صياغتها في وقت وجيز ويمكن صياغتها وعرضها في الفضاء الإلكتروني، مما يستوجب على المؤسسات الدينية والمراكز الإسلامية أن تعي هذا الموضوع ومدى خطورته إذا لم يتم توظيفه التوظيف الصحيح لمصلحة الإنسان، وإلا فإن الجماعات الأخرى قد تستغل هذا الفضاء لتمرير أيديولوجياتها.
وفي كلمته أكد الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي أنه يجب أن يتطابق الواقع الخطابي المادي مع الواقع التقني الافتراضي تطابق الصورة في المرآة، ومن هنا لا يجب أن يقل الاهتمام بالواقع الافتراضي الخطابي عن الاهتمام بالواقع التقليدي، فهناك تنافس بين المنابر الافتراضية مع المنابر التقليدية، ويجب كذلك بناء جدر حماية لتحمي عقول الناشئة ممن يسعون لتخريبها والنيل منها، مشيرًا إلى أن اختراق المواقع الرقمية لا يقل عن اختراق هذه الجدر، والعقل البشري إن لم يواكب العصر فلن يضاهي هذا التطور، مبينًا أن الذكاء الاصطناعي يمكنه الآن صياغة العديد من المقالات والموضوعات في دقيقة واحدة من خلال تطبيق معين، ويجب علينا أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي بشكل جاد لنستفيد به في صناعة خطاب إسلامي معاصر، ويمكن استخدام أفلام الرسوم ثلاثية الأبعاد كمثال تطبيقي للدعوة وهو يفيد أكثر من الخطاب التقليدي، كما بين أن الهيمنة التقنية للعقل الذهني تأتي من خلال إنشاء مراكز قياس لقوة أو ضعف عملية الاتصال مع استخدام برامج الحماية وكذلك برامج المتابعة والتتبع وغيرها من البرامج.
وخلال كلمته أكد المهندس/ أحمد الليثي أن الذكاء الاصطناعي علم قديم يدرس بالجامعات منذ سنوات، وأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي غيرت مفهوم العالم ككل في جميع المجالات، موضحا أن خطورة الذكاء الاصطناعي تأتي من أن بياناتها موجهة وتأتي من المعلومات المخزنة بشكل كلي، مما يستدعي معرفة صحة هذه المعلومات من خطئها، مما يشكل خطورة على قضايا الدين وثوابت العقيدة، مؤكدًا أن المعلومات في الذكاء الاصطناعي يمكن تعديلها من خلال الوصول لأكوادها، وهذه المعلومات يمكن تعديلها بشكل عام للعالم أجمع عن طريق مخاطبة قواعد البيانات المختصة لبيان صحة المعلومات من كذبها، وتعديل هذه المعلومات الخاطئة هو من أهم إنجازاتنا في الواقع المعاصر، مبينا أهمية تواجد المحتوى الديني الصحيح بشكل دائم ومستمر على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم ترك الأجيال عرضة للانخراط تحت المعلومات المغلوطة.
وفي كلمته أكد الدكتور/ أشرف نبيل السمالوطي أننا في حاجة إلى الفضاء الإلكتروني في مجال التعلم والتعليم، فهو يمثل ثورة وإضافة في منتهى الأهمية، نظرًا لأن التعليم التقليدي لا يستوفي كل المتطلبات، ففي فترة إغلاق كورونا كنا نعتمد على الفضاء الإلكتروني في التعلم واستمر الأمر فيما بعد مرحلة الإغلاق فهو يوفر الجهد والمال والوقت، لذا يجب أن ندعم هذا النمط من التعليم والاستفادة من هذه الثورة الرقمية من خلال ضوابطها الشرعية، مشيرًا إلى ضرورة أن تتواكب مناهجنا الدراسية مع هذه المستحدثات وأن نوظفها التوظيف الأمثل من خلال استحداث مناهج تستطيع مواكبة هذا التطور بل نحتاج إلى العديد من المهارات كمهارات حل المشكلات، ومهارات التفكير الناقد وغيرها، ولن يحدث هذا إلا بالتعاون بين القائمين على وضع المناهج الدراسية والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية.
وفي كلمته قدم الدكتور/ عبد الغني هندي الشكر للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ممثلًا في معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على اختيار الموضوع ، مبينًا أن المحتوى الرقمي الديني الموجود على الإنترنت عبارة عن ٣٪ فقط وهو محتوى صغير جدًّا، منها 2.6٪ تم إدخالهم من مؤسسات غير دينية، مبينًا أن أكثر من ثلثي العالم يعتمدون على هذا المحتوى الموجود على الإنترنت، ولابد من اعتماد هيئة عالمية معتبرة للمحتوى الرقمي الديني تقوم بأدوار كبيرة لمعالجة هذه القضايا تساعد في عمل مختصرات لبعض الكتب الرصينة؛ لأن العقل البشري الآن يحتاج لمثل هذه المختصرات، وكما استطاع علماء المسلمين قديمًا تطوير بعض العلوم، يجب علينا أن نبدأ في تطوير بعض العلوم التي تساعدنا في حياتنا المعاصرة ومواكبة غيرها من العلوم والتطورات حتى لا نتخلف عن الركب، فهذا هو واجب الوقت الآن، كما يجب إنشاء محتوى رقمي يناسب النشء، حتى لا يضطروا إلى استخدام محتوى لا يناسب ديننا وثقافتنا.