نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي : العالم يشهد اليوم تقدما تقنيًا متسارعًا في جميع مجالات الحياة والفضاء الإلكتروني الجديد أرض خصبة لنشر الأفكار والمعتقدات والفلسفات
نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي :
العالم يشهد اليوم تقدما تقنيًا متسارعًا في جميع مجالات الحياة
والفضاء الإلكتروني الجديد أرض خصبة لنشر الأفكار والمعتقدات والفلسفات
وعلى المؤسسات الدينية أن تتولى بنفسها مهمة تجديد الخطاب الديني وتوظيف التقنية بأنواعها لتعزيز الخطاب المعتدل
***********************
قدم معالي أ.د/ عبد الرحمن بن عبد الله الزيد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذه الدعوة الكريمة لهذا المؤتمر الهام، ناقلًا تحيات أ.د/ محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس هيئة علماء المسلمين وتمنياته لهذا المؤتمر بالتوفيق والسداد.
مبيناً أن العالم يشهد اليوم تقدمًا تقنيًا متسارعًا في جميع مجالات الحياة، وأن انتشار خدمة الإنترنت جعل الحاسوب هو العقل الفعلي الذي يفكر من خلاله جيلنا، فقد ربط الملايين من البشر مع أجهزة الحاسوب وتغلغلت في جميع معاملاتهم السياسية والتعليمية والدينية والاقتصادية، ليصبح للفضاء الإلكتروني الجديد الأرض الخصبة التي ينشر من خلالها الأفكار والمعتقدات والفلسفات، هذا الانتشار الكبير للتقنية ترك أثرًا عميقًا في نفوسنا في زمن صار الحصول على المعلومة الدينية غاية في السهولة، وكان من أهم ما نتج عنه استغناء جمهور واسع عن المؤسسات الدينية التقليدية واستبدالها بالعالم الافتراضي المناسب لإيقاع العالم الجديد المتسارع.
ولاشك فإن كثيرًا من مؤسساتنا متأخر في هذا المجال مما أدى إلى ظهور أغراب في مجال الفتوى والتعليم نتيجة لتصدر بعض التنظيمات المتطرفة لهذا الفضاء، في وقت أصبح الدين مهنة من لا مهنة له ووظيفة من لا وظيفة له، ومن هنا صار لزامًا على المؤسسات الدينية أن تتولى بأنفسها مهمة تجديد الخطاب الديني، لا سيما الرقمي في الفضاء الإلكتروني وتوظيف التقنية بأنواعها لتعزيز الخطاب المعتدل السمح وقيمه السامية ومحبة الخير للعالم أجمع وتقديم صورة صحيحة للإسلام وقيمه وصولا إلى خطاب ديني يركز على جوهر الدين ويحفظ ثوابته ويحاصر الغلو والتطرف ويتماشى مع التطور الرقمي والذي استجدت له تطوراته وضرورياته التي لم تكن من قبل.
مؤكدًا أن المسئولية الملقاة على مؤسسات التعليم والفتوى لمسايرة العصر بتطوراته كبيرة، والحاجة الماسة اليوم لاستخدام استراتيجيات جديدة لنشر الدين الوسطي ونشر الفكر المستنير وتقديم خطاب يواجه الفكر المتطرف والإرهاب واجب العصر، ويتعين علينا توظيفها لحل مشكلات العالم الآن، فهناك الكثير من الذين يتعذر عليهم التعلم ولا شك أن التعلم عن بعد يتيح لمثل هؤلاء الاستفادة من العلم والاطلاع عبر التقنيات الحديثة وعبر المنصات والتقنيات الحديثة.
مؤكدًا أن عمل المؤسسات الإسلامية على بناء الإنسان يعد ركيزة أساسية لتحقيق تنمية مستهدفة ومستدامة تتلخص فيما خص الله به هذه الأمة من اعتدال ووسطية حيث يقول (سبحانه): “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ”.