مفتى الجمهورية : وزير الأوقاف له جهود كبيرة في دعم تجديد الخطاب الديني وتوظيف وسائل التقنية الحديثة والفضاء الإلكتروني في دعم الخطاب الديني الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب
مفتى الجمهورية :
وزير الأوقاف له جهود كبيرة في دعم تجديد الخطاب الديني
وتوظيف وسائل التقنية الحديثة والفضاء الإلكتروني في دعم الخطاب الديني الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب
ويؤكد:
لابد أن نفرق بين الاستعمال السيء الذي يؤثر سلبًا على السلوك البشري
وبين الاستعمال الرشيد الذي يسهم في بناء وعي فكري صحيح وسلوك إنساني رشيد
******************
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان : “الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة”، قدم أ.د/ شوقي علام مفتى الجمهورية الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الدعوة الكريمة وعلى اختياره لهذا الموضوع الهام للمؤتمر، وجهوده الكبيرة في دعم تجديد الخطاب الديني وتوظيف وسائل التقنية الحديثة والفضاء الإلكتروني في دعم الخطاب الديني الوسطي ومحاربة التطرف والإرهاب، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر الحافل والذي يحظى برعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية حفظه الله تعالى وأيده.
مؤكدًا أن هذا المؤتمر يعالج قضية من أهم وأخطر القضايا التي تمس واقعنا المعاصر، والذي أصبح الفضاء الإلكتروني فيه متحكمًا بشكل كبير في الواقع الحقيقي، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي لغة العصر، وأصبح الذكاء لغة المستقبل، وإذا نظرنا نظرة عامة إلى تاريخ البشرية رأينا كيف تنوعت وتطورت وسائل التواصل التي تهدف إلى تعزيز التفاهم والحوار المشترك بين أبناء الإنسانية كلها، وظلت الوسائل التقليدية هي البوابة الوحيدة لتواصل أبناء الجنس البشري على المستوى الفكري والثقافي، بل وفي كل أشكال التبادل الحضاري المادية والمعنوية، إلى أن تطورت هذه الوسائل والتقنيات تطورًا مذهلًا، وسوف تظل مسيرة الإبداع والتطوير تواصل تقدمها لأن الله سبحانه وتعالى جبل الإنسان على التطوير والإبداع، ولا شك أن هذا التطور والتأثير قد طال المجتمعات الإسلامية وذلك على المستوى الاجتماعي والمستوى السلوكي والمستوى الفكري، وغيَّر أنماط الخطاب والتواصل بما في ذلك أنماط الخطاب الديني بطبيعة الحال، لأنه جزء من الخطاب المجتمعي بشكل عام، ولا شك أن المؤسسات المعنية بتجديد الخطاب الديني بجميع مجالاته وحقول العمل فيه على المستوى العلمي والدعوي والإفتائي، ولابد لهذه المؤسسات أن تسارع إلى فهم مستجدات العصر ووسائله التي تهدف إلى سرعة التواصل وتبادل المعلومات وإلا صار الخطاب الديني محصورًا في واقع قد تجاوزه الزمن منذ عقود.
وأشار إلى أننا منذ ظهور تلك التطورات المتلاحقة في وسائل التواصل الاجتماعي نعيش حالة من القلق وحالة من الاختلاف حول طبيعة هذه الوسائل وإشكاليتها وما يمكن أن تنتجه من تأثيرات إيجابية أو سلبية ما بين رافض ومتخوف من كل أشكال التطور التي ينتجها العقل البشري أو مؤيد لكل أنماط ذلك التطور حتى وإن تجاوزت الخصوصيات الاجتماعية والثقافية وأثرت على مجالات السلوك والأخلاق تأثيرًا سلبيًّا بطبيعة الحال، والحقيقة أننا لابد وأن نفرق بين الاستعمال السيء الذي يؤثر سلباً على السلوك البشري وبين الاستعمال الرشيد الذي يسهم في بناء وعي فكري صحيح وسلوك إنساني رشيد، فوسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني مهما تطورت لا تعدو من حيث ماهيتها أن تكون طريقتها طريقة من طرق التفاهم وتبادل المعلومات يمكن استخدامها في تحقيق مصالح ومقاصد شرعية معتبرة بطبيعة الحال كالدعوة إلى الله (عز وجل) على هدى وبصيرة ونشر الأفكار التي تعزز الأمن واستقرار المجتمعات وتحصن العقول من الأفكار المنحرفة بكل أشكالها ومظاهرها.
مؤكدًا أن ديننا الحنيف يدعونا إلى العمل من أجل مشاركة العمل الإنساني بكل أدواته ووسائله المشروعة ويضبط لنا أطر التعامل مع المستجدات عملا بقاعدة أن الوسائل تأخذ حكم مقاصدها إذا لم تكن الوسيلة ممنوعة لذاتها، وقد أبدع في ذلك الإمام القرافي في تأصيل وشرح هذه القاعدة وهذا كله يفتح لنا باب التعامل مع كل التطورات التي تتعلق بالتقنيات الحديثة وأساليب التواصل السريعة والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار تيسير أمور الحياة وتعزيز سبل التعاون المشترك بين الناس أفرادًا ومجتمعات، وكذلك إيجاد وعي مجتمعي خصوصًا بما يتعلق بالجانب الديني بما يضمن وصول الخطاب الديني والدعوي إلى جميع أبناء المجتمع، وذلك من أجل المحافظة على أهم المقاصد الشرعية وهو حفظ الدين، والذي يجب أن يصل إلى الناس بوسطية واعتدال، وأن لا يسبق إليه من يجعلون الفكر الديني خطرًا يداهم المجتمع ويساهم في تفكيكه بدلًا من أن يكون رسالة رحمة وسلام وأمن للعالمين.