في اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي من مسجد بلال بالمقطم
في اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي من مسجد بلال بالمقطم
أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي:
الفتوى أمر صعب ولا يتصدر لها غير العلماء
الدكتور/ سعيد حامد:
المفتي موقِّع عن رب العالمين
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي من مسجد بلال بالمقطم الاثنين 4/ 9/ 2023م، بعنوان: “الفتوى الإلكترونية وضوابطها”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور/ سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وقدم له الدكتور/ حسن مدني المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ محمد عبد الكريم قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمد جمال مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد عبد الرحمن مسئول شئون القرآن الكريم، والدكتور/ أسامة إسماعيل مدير إدارة أوقاف المقطم، والشيخ/ عبد الرحمن عبد الفتاح المفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد عبد الستار الجبالي أن القنوات الفضائية والوسائل الحديثة غمرت المجتمعات الآن وصار لها دورها البارز في تشكيل الوعي، مبينا أن الفتوى هي الإبانة والتوضيح لما هو مبهم وغير واضح، وهي تبين المشكل من الأحكام، مشيرًا إلى أن الفتوى الإلكترونية لها إيجابياتها، كما أن لها سلبياتها وخطرها، وأن من الموبقات التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي إصدار فتاوى من غير العلماء، ولا شك أن هذا لا يجوز شرعًا، كما أشار إلى أن الفتوى أمر صعب، تحتاج إلى تعمق في العلم والإحاطة بعلوم شرعية جمة؛ ولذا يجب ألا يتصدر للفتوى إلا العلماء فهم أولى بها من غيرهم، موضحًا أن القرآن الكريم حذر من التقوُّل على الله بغير علم في أكثر من موضع، حيث يقول (سبحانه): “وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، وأن من يعرِّض نفسه للفتوى لابد أن يعلم يقينًا أنه سيحاسب عن كلِّ ما يتكلم به، فإذا أفتى بغير علم، أو أفتى بخلاف ما هو صواب، لهوًى، أو لغرض، أو لتحقيق دنيا عاجلة إنما يُقحِم نفسه في الويل والهلاك.
وفي كلمته أكد الدكتور/ سعيد حامد مبروك أن الفتوى لها مكانتها وخطرها، وأن المفتي موقِّع عن رب العالمين، وأنه قائم في الأمة مقام النبي (صلى الله عليه وسلم) لأن العلماء ورثة الأنبياء، مبينا أن من سعة الشريعة ورحمتها وشموليتها أنها تعمل على تثقيف الناس دينّيًا، وتهيئتهم لقبول التعدُّد في الفتوى، المبنية على الاجتهاد، بنشر العلم بهذه المسائل، مختتمًا حديثه بأن دور المفتي هو رسم طريق حياة الناس بما يتوافق مع الشريعة، بحيث لا يبتعد الناس عن ممارسة حياتهم، ولا يبتعدوا عن الشريعة وهنا تأتي أهمية دوره.