في اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي من مسجد قاهر التتار بمصر الجديدة بالقاهرة
في اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي من مسجد قاهر التتار بمصر الجديدة بالقاهرة
أ.د/ سيف رجب قزامل:
الوفاء يقوي أواصر الأسرة ويحمي المجتمع
وهو قيمة إسلامية عظيمة ورصيد إنساني نبيل
أ. د/ حسن القصبي:
الوفاء شعبة عظيمةٌ من شُعبِ الإيمان
جعله الله قوامًا لصلاح أمور الناس
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي بمسجد قاهر التتار بمصر الجديدة بالقاهرة الثلاثاء 1/ 8/ 2023م، بعنوان: “الوفاء” حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا سابقا، والأستاذ الدكتور/ حسن القصبي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، وقدم له الأستاذ/ محمد جمعة بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ عبد المطلب البودي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ عبد الله بدران مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والشيخ/ ربيع اللبيدي مسئول المتابعة بأوقاف القاهرة، والشيخ/ محمود عبد الباقي مدير إدارة أوقاف النزهة بالقاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته قدم أ.د/ سيف رجب قزامل الشكر لوزارة الأوقاف على إقامة هذه الندوات التثقيفية لنشر الفكر الوسطي المستنير، مؤكدًا أن ديننا دين الأخلاق ونبينا نبي الأخلاق ورسالة الإسلام هي الأخلاق قال (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ”، مشيرًا إلى أن خلق الوفاء يقوي أواصر الأسرة ويحمي المجتمع، فالوفاء قيمة إسلامية عظيمة، ورصيد إنساني نبيل لمن يدرك قيمة التمسك بالخلق الحسن تمسكًا نابعًا مِن ثقافة سوية، ثقافة تدعو إلى ضرورة الاتصاف بخلق الوفاء، والبعد عن التفكير ولو للحظة في الجحود والنكران.
موضحًا أن الوفاء أدب رباني وسلوك إنساني فهو من صفات الله (عز وجل ) يقول (سبحانه): “ومن أوفى بعهده من الله”، ويقول (سبحانه): “وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”، مبينًا أن الوفاء من أروع الصفات التي يتحلى بها المرء وأنه من صفات المرسلين، قال (سبحان) عن سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى”، ويقول (سبحانه): “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا”، كما بين أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب لنا أروع الأمثلة في الوفاء، حتى مع أعدائه، مبينًا أنواع الوفاء، والتي تكون مع الله ومع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومع النفس، ومع الناس أجمعين، مؤكدًا أن الوفاء بالحقوق والعهود والمواثيق أمر يحتمه الإسلام ولا يفرق في هذا الصدد بين المسلم وغير المسلم، فالأخلاق لا تتجزأ نفي بالعهد مع الناس جميعًا وإن اختلفت ألوانهم أو أعراقهم أو دينهم.
وفي كلمته ثمَّن أ.د/حسن القصبي هذه اللقاءات المباركة التي أحيت العقول والنفوس، مؤكدًا أن معاني الاخلاق في الإسلام واسعة وليس ضيقة، فالوفاء مثلاً إذا أُطلق فهمه الناس على أنه أداء الحقوق، مع أن خلق الوفاء أعم وأشمل من ذلك حيث يتعلق بالحقوق والواجبات، فلا يوجد حق إلا بعد أداء واجب، كما أن الوفاء خصلة كريمة من خصال الإسلام، وشعبة عظيمةٌ من شُعبِ الإيمان، وشيمة كريمة من شِيم الرجال حتى في الجاهلية قبل الإسلام، فما ظنكم بدين ركنه وعماده الأخلاق، فما جاء الإسلام إلا ليعلي وليشيد بنيان الأخلاق، والوفاء قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى، بها تدعم الثقة بين الأفراد، وبها تقوى أواصر الترابط والتعاون في المجتمع، وبها تحفظ الحقوق وتنجز الأعمال وقد جعل الله الوفاء قوامًا لصلاح أمور الناس فقـال سبحانه: “وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ”.