في رحاب الأسماء الحسنى اسم الله “الولي”
في رحاب الأسماء الحسنى
اسم الله “الولي”
أ.د/ محمد مهنا :
ولاية الله (عز وجل) لعباده تجلب الاطمئنان والمحبة والسعادة في الدنيا والآخرة
أ.د/ محمود ربيع :
أعظم فوز أن تدخل في ولاية الله (عز وجل) وأن يكون الله (عز وجل) وليّك ومعك
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة اليوم الأحد 23 يوليو 2023م، تحت عنوان: اسم الله “الولي”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ محمد مهنا أستاذ القانون الدولي بجامعة الأزهر، والدكتور/ محمود ربيع مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وقدم له الأستاذ/ السيد صالح المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ محمود الخشت قارئًا، والمبتهل الشيخ/حسين السيوفي مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ منتصف عبد المهيمن مدير الإدارات الفرعية، والشيخ/ أحمد محمود محمد مدير إدارة وسط القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد مهنا أن أسماء الله الحسنى مدح وحمد، وثناء وتمجيد، وتعظيم لله (عز وجل)، وصفاته كمال، وأفعاله حكمة ورحمة، ومصلحة وعدل، مشيرًا إلى أن اسم الله الولي يقتضي النصر والمحبة لمن أطاعه، ينصر أولياءه، ويقهر أعداءه، يتولى أمور الخلائق ويحفظهم، كما بين أن ولاية الله لخلقه تشمل جميع الخلق في الأرض وفي السماء، برهم وفاجرهم، المسلم منهم والكافر، موضحًا أن ولايته (سبحانه) تنقسم إلى قسمين: ولاية عامة: تعم جميع الخلق تقتضي الخلق والرزق والإحاطة قال (سبحانه): “ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ”، وولاية خاصة: تقتضي الهداية والتوفيق، قال (سبحانه): “اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ”، وتقتضي النصر والتأييد قال (سبحانه): “بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ”، مختتمًا حديثه بأن ولاية الله لعباده تجلب الاطمئنان، والمحبة، والسعادة في الدنيا والآخرة قال (سبحانه): “أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”، ويقول (سبحانه): “إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمود ربيع أن العلم بالله وأسمائه وصفاته من أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله (سبحانه وتعالى) بأسمائه وصفاته وأفعاله، مشيرًا إلى أن اسم الله الولي يعلمنا أن الله (سبحانه) المُتوَلِّي لأُمور العوالم والخلائق جميعًا، والقائم بها، وقد دل اسم الله “الولي” على تنزيه الله (سبحانه تعالى) أن يكون في ولاية أحد قال (سبحانه): “وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا”، مؤكدًا أن أولياء الله (عز وجل) هم محبوه ومطيعوه، وهم العابدون له، والولاية هي القائمة على العلم وعلى طاعة الله (عز وجل) وعلى إقامة الفرائض والبعد عن المعاصي، يقول الحق (سبحانه): “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، كما بين أن أعظم فوز أن تدخل في ولاية الله (عز وجل) وأن يكون الله (عز وجل) وليّك ومعك، لكن هذه الولاية تقتضي من العبد أن يكون تقيًّا قال (سبحانه): “الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ”، موضحًا أن التقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، مختتما حديثه بأن الولي الحق مؤدٍ للطاعات، قائم على حدود الله (عز وجل) لا يطعم أهله ولا زوجه ولا أبناءه إلا حلالا، قال (سبحانه): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ”.