انطلاق الأسبوع القرآني بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)
انطلاق الأسبوع القرآني بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)
عميد كلية الدعوة الإسلامية سابقا:
هذا الكتاب المبارك أعظم نعم الله (عز وجل) على البشرية
وهو كتاب هداية ورحمة
عميد كلية اللغة العربية سابقًا يشيد بالأسبوع القرآني:
الأوقاف أحسنت بتخصيص أسبوع للقرآن الكريم للرد على المتطاولين عليه
ويؤكد:
القرآن الكريم رحمة للعالمين وشفاء للصدور
وهو حصن منيع من تمسك به نجا من الفتن وهُدي إلى صراط مستقيم
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، وفي إطار دورها في خدمة القرآن الكريم وردها العلمي والعملي على المتطاولين على كتاب الله (عز وجل)، انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع القرآني لبيان بعض أوجه عظمة القرآن الكريم وبيان فضله وبعض وجوه إعجازه، وذلك بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة الأحد 16/ 7/ 2023م بعنوان: “القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ جمال فاروق الدقاق عميد كلية الدعوة الإسلامية سابقا، والأستاذ الدكتور/ غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية سابقا، وقدم له الدكتور/ أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ أحمد تميم المراغي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ عبد اللطيف العزب مبتهلا، وبحضور الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ منتصف محمود مدير إدارة شئون الإدارات، ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وخلال كلمته أكد أ.د/ جمال فاروق الدقاق أن الله (تبارك وتعالى) أنعم على هذه الأمة وعلى البشرية جمعاء بنعمة هذا الكتاب المبارك، وقد افتتحه رب العزة ( تبارك وتعالى ) بعد فاتحة الكتاب في أول سورة البقرة قائلا: “ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ” فهدايته خاصة للمتقين، وبه هداية عامة للناس أجمعين، قال تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”، كما حمد رب العزة (جل وعلا) نفسه على نعمة إنزال الكتاب هداية للبشرية قال تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا”، ولهذا وصف الله (تبارك وتعالى) سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بوصف خاص به وهو الرحمة قال تعالى: “لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ”، ولم يصف رب العزة (تبارك وتعالى) رسوله (صلى الله عليه وسلم) بالحرص إلا في هذا الموضع وفي قوله تعالى: “إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ”، فحرصه (صلى الله عليه وسلم) كان على هداية الأمة والشفقة بها، والرحمة بها فقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دخَل المسجدَ وحبلٌ ممدودٌ بينَ ساريتَيْنِ فقال: ( ما هذا ؟ ) قالوا: لزينبَ تُصلِّي فإذا كسِلَتْ أو فتَرَتْ أمسكت به قال: ( حُلُّوه ) ثمَّ قال: “لِيُصَلِّ أحدُكم نشاطَه فإذا كسِل أو فتَرَ فليقعُدْ “، فلم تظهر الرحمة بكامل معناها وبمقتضى ما فيها من صفات الكمال إلا في هذا العبد المختار سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعندما أنزل رب العزة ( جل وعلا) القرآن الكريم آثر أن يصف نفسه بوصفين مشتقين من الرحمة (الرحمن الرحيم)، قال تعالى: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ” وبدأ بالرحمن ليؤكد أن رحمته سبحانه وسعت الكون كله، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ اللَّهَ كتبَ في كتابٍ موضوعٍ عندَهُ فوق العَرشِ: إنَّ رحمتي تغلِبُ غضَبي”، فهو سبحانه وتعالى استوى برحمانيته على العرش، قال تعالى: “الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى”، فالعلاقة بيننا وبين الكون كله مبنية على الرحمة.
وخلال كلمته أكد أ.د/ غانم السعيد أن وزارة الأوقاف أحسنت فعلا حين خصصت أسبوعًا للقرآن الكريم للرد على المتطاولين على كتاب الله (عز وجل)، فالقرآن الكريم رحمة للعالمين، ومن سار على نهجه بشره رب العزة (جل وعلا) بالبشريات العظيمة في الدنيا والآخرة، وفي إنذاره للمخالفين للنهج القويم والمعرضين عنه رحمة، موضحًا أن كثيرًا من آيات القرآن الكريم تؤكد على الرحمة التي جاء بها القرآن الكريم قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”، وأن القرآن الكريم شفاء للصدور تتنزل به الرحمة والسكينة والراحة النفسية والطمأنينة ليسود المجتمع الأمن والأمان والسلام يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ، وذَكَرَهمُ اللهُ فيمَن عِندَه”، وأن القرآن الكريم يخاطب الفطر النقية السوية، وأن العلماء حين درسوا الكون وقرأ عليهم القرآن أيقنوا أن القرآن الكريم تنزيل من حكيم حميد خالق مدبر للكون كله، وأن القرآن الكريم حصن من تمسك به نجا من الفتن وهدي إلى صراط مستقيم، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): “كتابُ اللهِ، فيه نبأُ ما قبلكم، وخبرُ ما بعدكم، وحُكمُ ما بينكم، هو الفصلُ ليس بالهزلِ، من تركه من جبَّارٍ قصمه اللهُ، ومن ابتغى الهدَى في غيرِه أضلَّه اللهُ، وهو حبلُ اللهِ المتينُ، وهو الذِّكرُ الحكيمُ، وهو الصراطُ المستقيمُ، وهو الذي لا تزيغُ به الأهواءُ، ولا تختلفُ به الآراءُ، ولا تلتبس به الألسُنُ، ولا يَخلَقُ عن كثرةِ الرَّدِّ، ولا تنقضي عجائبُه، ولا يَشبعُ منه العلماءُ، من قال به صدَق، ومن حكم به عدَل، ومن عمِل به أُجِر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيمٍ”.