كلمة وزير الأوقاف بالمؤتمر العلمي التطبيقي الدولي بعنوان: “تراث حسام الدين السغناقي آفاق الحضارة الإسلامية”
كلمة وزير الأوقاف بالمؤتمر العلمي التطبيقي الدولي بعنوان:
“تراث حسام الدين السغناقي آفاق الحضارة الإسلامية”
ألقى الدكتور/ محمود الفخراني مساعد وزير الأوقاف لشئون الامتحانات والتدريب كلمة نيابة عن أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالمؤتمر العلمي التطبيقي الدولي بعنوان: “تراث حسام الدين السغناقي آفاق الحضارة الإسلامية” بدولة كازاخستان بحضور معالي الدكتور/ درخان قدربايف وزير الإعلام والتنمية المجتمعية، وسماحة الدكتور/ نوريزباي تغانولي رئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان والمفتي العام، وأ.د/ محمد الشحات الجندي رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان.
وهذا نص كلمة وزير الأوقاف:
“إن العلاقة التي تربط بين مصر وجمهورية كازاخستان علاقة وطيدة؛ إذ تقوم على التعاون المثمر وقوة الترابط بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وخاصة في مجال تبادل المعارف والثقافات ؛ قال (تعالى) : “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى “.
وإن وزارة الأوقاف المصرية حريصة على دعم هذا الترابط وتعزيز آليات التعاون بين البلدين؛ لتحقيق المصالح المشتركة لشعبيهما، والسعي دائمًا على دعمها في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك ؛ لتعميق الروابط التاريخية والثقافية بينهما، وخير دليل على ذلك هذا الصرح العلمي العريق ” الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية ” بكازاخستان والتي تسعى دائمًا إلى نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعد منارة علم يفد إليها طلاب العلم في منطقة آسيا الوسطى.
وقد حرصت الجامعة على إبراز جهود العلماء السابقين وإبداعهم في مختلف المجالات ، فمن نعم الله علينا أن قيض لنا علماء أجلاء أفنوا أعمارهم في خدمة العلم وأهله فنالوا الشرف العظيم والمكانة العالية التي أخبرنا بها النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ إذ يقول في الحديث الشريف: ” مثَلُ ما بعثَني اللهُ بهِ من الهدَى والْعِلم؛ كمثَلِ الْغَيثِ الكثيرِ، أَصابَ أرضاً، فكانَ منْها نقيَّةٌ قَبِلَتِ الماءَ، فأَنبتتِ الكَلأَ والعُشبَ الكثيرَ”، ثم قال : ” فذلكَ مثَلُ مَن فَقُهَ في دينِ اللهِ ونَفَعَهُ ما بعثَني اللهُ بهِ، فعَلِمَ وعلَّمَ ” ، ومن العلماء الأجلاء الذين قدر الله البقاء لتراثهم العلمي، وما زالت أسماؤهم بارزة في سجلات التاريخ، العالم المحقق واللغوي المدقق والفقيه الحنفي والمتكلم البارع (حسام الدين السغناقي) الذي توفي في القرن الثامن الهجري، فقد وهبه الله (عز وجل) الفطانة وحب العلم والحرص على مجالسة العلماء والصبر في طلب العلم، فقضى حياته مرتحلًا بين البلدان متعلمًا ومعلِّمًا، فسافر إلى حلب، ودمشق، وبغداد، وظل في محراب العلم معتكفًا يحقق ويدقق ويصنف ويعلِّم، فترك تراثًا علميًا لا يزال منهلًا عذبًا لطلاب العلم، ومنبعًا صافيًا يغترف منه الباحثون والعلماء، ولذلك كان اختيار عنوان هذا المؤتمر اختيارًا موفقًا؛ إذ يبرز لنا أهمية الاستفادة بتراث علمائنا السابقين؛ إيمانًا بأن رقي الأمم يتوقف على الاستفادة بنتاج ما تفرزه عقول علمائها من مصنفات نافعة وجهود مثمرة .
وختامًا أوجه التحية باسم وزارة الأوقاف إلى قيادات هذه الجامعة العريقة وأعضاء هيئة التدريس والطلاب وجميع العاملين بها على ما بذلوه من جهود عظيمة وإعداد محكم وترتيب منظم؛ لعقد هذا المؤتمر.
والله نسأل أن يبارك جهود هذه الجامعة الموقرة، وأن يجعل هذا المؤتمر مؤتمرًا موفقًا؛ لكي يؤتي ثماره التي تعود بالنفع والخير على البشرية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته