اليوم الثاني للأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
اليوم الثاني للأسبوع الدعوي
بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالقاهرة
أ.د/ عبدالله النجار:
رتب الله (عز وجل) درجات القرابة ترتيبًا محكمًا
حتى يحفظ لكل إنسان منزلته وحقه
أ.د/ أحمد حسين:
من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف أقيمت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد الإمام الحسين ( رضي الله عنه) بمحافظة القاهرة أمس الاثنين 15/ 5/ 2023م بعنوان: “حقوق ذوي القربى”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية, وقدم له الأستاذ/ خالد الزنفلي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ أحمد تميم المراغي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمد علي جابين مبتهلا، وبحضور الشيخ/ عبد الله شلبي مسئول المساجد بمديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي بداية كلمته أكد أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن هذه الندوات من الفضائل الطيبة والجهود المباركة لوزارة الأوقاف، ولمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي أحيا وسائل الدعوة وفتح منافذها على نحو غير مسبوق، وقد تعددت ألوان النشاط الدعوي من أسابيع ثقافية ومجالس لإقراء القرآن الكريم ومجالس الإفتاء والتي جعلت نشاط وزارة الأوقاف الدعوي قدوة للعالم الإسلامي في مجال الدعوة، وأصبحت مصر بفضل الله (تبارك وتعالى) وبجهود قياداتها قائدة للدعوة الإسلامية ورائدة لها في العالم كله.
موضحًا أن الصلة بين الإنسان وقرابته أمر باختيار الله (تبارك وتعالى) فليس للإنسان حرية في اختيار قرابته فهي جعل رباني بتقدير الله تعالى وليس بكسب الإنسان ، ومن هنا جاءت الوصية ببر الوالدين، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، فجعل بر الوالدين والإحسان إليهما تاليا لعبادة الله (تبارك وتعالى)، كما جعل الله (تبارك وتعالى) شكر الوالدين تاليا لشكره قال تعالى: “أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ”، كما جعل الله (تبارك وتعالى) بر الوالدين واجبا حتى ولو كانا على غير دين الولد قال تعالى: “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا”، مؤكدًا أن الله (تبارك وتعالى) نوّع القرابة، وأن أقواها قرابة الإنسان بوالده وأمه، فعليه أن يحترم قدر الله في اختياره، وأن بر الوالدين ليس له حد، وقد رتب الله (تبارك وتعالى) درجات القرابة ترتيبًا محكمًا حتى يحفظ لكل إنسان منزلته وحقه في هذا الأمر.
وفي كلمته أكد الدكتور/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية أن موضوع اللقاء “حقوق القرابة” نحتاج جميعًا إليه لنعطي كل ذي حق حقه، فمن أعظم الحقوق حقوق ذوي القربى يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ”، والوصية بها قديمة يقول تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ” وجاء التأكيد عليها في جميع الرسالات السماوية.
موضحا أن دائرة القرابة تتسع لتشمل دائرة المؤمنين والإنسانية جمعاء، وقد خص الله (عز وجل) القرابة بهذه العناية لأن من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للناس، فلا يرجى ممن لا يحسن إلى أقربائه الإحسان إلى الآخرين، وذلك ليتم التراحم بين البشرية والتي خاطبها رب العزة (جل وعلا) في حديثه القدسي: “أنا الرَّحمنُ خلَقْتُ الرَّحِمَ وشقَقْتُ لها اسمًا مِن اسمي فمَن وصَلها وصَلْتُه ومَن قطَعها بَتَتُّه”، وأن القاطع المتعمد للقطيعة ينتهي به الأمر إلى قطيعة الله (عز وجل) قال تعالى: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”، وذلك لأنه تعرى من الخير وفقد الخير فطرد من رحمة الله ( عز وجل)، مؤكدًا أن المجتمع الذي تسري فيه المحبة من البيت ثم تعم الجيران ثم تعم ذوي قرابته والناس أجمعين ذلكم مجتمع مثالي أمرنا الله (عز وجل) أن نحافظ عليه وأن نعيش فيه.