في اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد المحروسة بالمهندسين
في اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي
بمسجد المحروسة بالمهندسين
عميد كلية اللغة العربية سابقًا:
المال تُصان به الأعراض وتُحفظ به الكرامة
و يستعان به على كثير من أعمال البر والطاعة
وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة:
الإسلام حث على بذل المال في التكافل والتعاون
ونهى عن كنزه أو إضاعته
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عُقدت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الدعوي بمسجد المحروسة بالمهندسين بمحافظة الجيزة الاثنين 8/ 5/ 2023م بعنوان: “نعمة المال ..حقيقتها وشكرها”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية سابقًا، والأستاذ الدكتور/ حسني التلاوي وكيل كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة, وقدم له الأستاذ/ خالد الزنفلي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ كارم الحريري قارئًا، والمبتهل الشيخ/ محمود عوض الله مبتهلا، وبحضور الدكتور/ السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة, و الدكتور/ ناصر السقا وكيل مديرية أوقاف الجيزة, وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أشار أ.د/ غانم السعيد إلى أن المال في الإسلام يعد قوام الدنيا والدين، وكذلك يدخل المال في الزكاة التي تعد من أساس النظام المالي، والحج فهو يحتاج المال، كما بين أن المال يدخل في أعمال البر الكثيرة ففي الحديث: “أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ”، كما أكد أن الشرع أوجب على المسلم أن يطلب المال ويسعى في أسباب تحصيله مما أذن الله (عز وجل) به وشرعه من طرق الكسب الحلال والعمل المباح قال (صلى الله عليه وسلم): “لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ”، مبينا أن طلب الرزق وتحصيله شرف للمؤمن وعزة للمسلم، به تُصان الأعراض وتحفظ الكرامة، وبه يستعان على كثيرٍ من أعمال البر والطاعة، فنعم المال الصالح للمرء الصالح، مختتمًا حديثه بأن الكسب الطيب والمال الحلال ينير القلب، ويشرح الصدر، ويورث الطمأنينة والسكينة والخشية من الله (عز وجل)، ويعين الجوارح على العبادة والطاعة، ومن أسباب قبول العمل الصالح وإجابة الدعاء.
وفي كلمته أكد أ.د/ حسني التلاوي أن المال عنصر ضروري من ضروريات الحياة والمعيشة التي لا غنى للإنسان عنها، وهو يشمل كل شيء له قيمة مادية, ومنفعة, مشيرًا إلى أن الإسلام حث على طلب المال من الحلال وجعل السعي والعمل عبادة عظيمة فعن طريقه تقوم الحياة، وتعمر الديار، ويحدث الاستقرار، أمر به (سبحانه وتعالى) فقال: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً”, كما أشار إلى أن من حق المال الصدقة والإنفاق منه في سبيل الله (عز وجل)، مبينا أن ما ينفقه الإنسان عائد عليه أضعافا مضاعفة في الدنيا والآخرة، وأن ما عند الله (عز وجل) أبقى مما يدخره الإنسان لنفسه قال (صلى الله عليه وسلم): “يدُ اللهِ ملْأَى لا يُغِيضُها نَفَقَةٌ، سحَّاءُ اللَّيْلَ و النهارَ، أرأيتم ما أنفَقَ منذُ خلَقَ السماواتِ و الأرضِ ؟ فإِنَّهُ لم يَغِضْ ما في يدِهِ وكان عرْشُهُ على الماءِ، وبيدِهِ الميزانُ، يخفِضُ ويرْفَعُ”, مختتمًا حديثه بأن الإسلام حث على بذل المال في التكافل والتعاون ونهى عن كنزه أو إضاعته فأسعد الناس من عاش لله (عز وجل) طالبا رضاه قال (صلى الله عليه وسلم): “تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ”.