في الليلة العشرين بملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)
في الليلة العشرين بملتقى الفكر الإسلامي
بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)
أ.د/ محمد مهنا:
صلح الحديبية كان مفتاحًا لفتح مكة
أ.د/ عبد المنعم سلطان:
من دروس الفتح تقرير مبدأ الجوار في الإسلام وحرية المعتقد
في إطار نشر الفكر التنويري والتثقيفي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وفي الليلة العشرين بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: “دروس مستفادة من فتح مكة” مساء الأربعاء 12/ 4/ 2023م حاضر فيها أ.د/ محمد مهنا أستاذ القانون الدولي بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، وأ.د/عبد المنعم سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية ووكيل كلية الحقوق جامعة الإسكندرية، والقارئ الشيخ/ طه النعماني قارئًا، والمبتهل الشيخ/ أحمد عطية بري مبتهلًا، وبحضور الشيخ/ السيد عبدالمجيد رئيس الإدارية المركزية لشئون القرآن الكريم والمساجد، والدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة, والدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة, وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي الأستاذ/ خالد منصور المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي بداية كلمته قدم أ.د/ محمد مهنا الشكر لوزارة الأوقاف على هذه الجهود المباركة لتعمير هذه الأوقات بالعلم والطاعات, مشيرًا إلى أن الدروس المستفادة من فتح مكة كثيرة من أهمها: الوقوف مع سعة علم الله (عز وجل) والثقة في عطاء الله (عز وجل) فيما يختاره لعباده قال (سبحانه): “لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا”, وأن الله أخبر أنه جعل لرسوله (صلى الله عليه وسلم) والذين كانوا معه من أهل بيعة الرضوان فتحًا قريبًا مصداقًا لرؤيا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي أريها أنه سيدخل مكة آمنا لا يخاف, وأن صلح الحديبية كان مقدمة ومفتاحا لفتح مكة، وغيرها من الفتوحات الإسلامية بعد ذلك، وهذا ما بشر به نبينا (صلى الله عليه وسلم) أصحابه أثناء رجوعه إلى المدينة المنورة بعد عقد المعاهدة والصلح حينما قال: (أنزلت عليَّ الليلة سورة لهي أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً”, مختتما حديثه بأن تأخر العطاء مع الدعاء ليس منعا فقد قال (صلى الله عليه وسلم):”ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ : إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها”.
وفي كلمته أكد أ.د/ عبد المنعم سلطان أن الصراع بين الحق والباطل صراع طويل وما تعرض له النبي (صلى الله عليه وسلم) في بدء الدعوة يعلمنا قدر ما تحمله وما عاناه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه (رضي الله عنهم), مشيرًا إلى أن المتأمل في أحداث هذا الفتح الأكبر يرى أنه لم يكن مصادفة ولكن كان وفق قانون سماوي، وبحسب سنة الله (عز وجل) في خلقه, وأن من دروس الفتح تقرير مبدأ الجوار في الإسلام وحرية المعتقد, فلم يُجبر أحد على الدخول في الإسلام, كما أن من دروس الفتح أيضا ما كان من تواضع الرسول (صلى الله عليه وسلم) لربه شكرا له على آلائه وإنعامه عليه, مختتما حديثه بأن من أعظم دروس فتح مكة ما كان من عفو الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هذا اليوم العظيم وقد قال جملته الشهيرة في هذا الوقت لكل من أذاه هو وأصحابه ” ما ترون أني فاعل بكم ؟، قالو : خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال لهم : أقول لكم كما قال أخي يوسف : ” قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ “، اذهبوا فأنتم الطلقاء “، ليضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في هذا الموقف أعظم درس في أخلاقيات الفتح والنصر، وأروع مثال لحسن الأخلاق في نشر الدعوة، وأعلى قمة في التواضع.