*:

وزير الأوقاف في الحلقة الثانية من “الأسماء الحسنى”: إذا قلت (الله) دخل في القلب جمال وجلال الذات الإلهية واستحضرت النفس كل معاني العظمة والسمو والكمال لله (عز وجل)

وزير الأوقاف في الحلقة الثانية من “الأسماء الحسنى”:

إذا قلت (الله) دخل في القلب جمال وجلال الذات الإلهية

واستحضرت النفس كل معاني العظمة والسمو والكمال لله (عز وجل)

فإن ضاقت بك الأمور أو اشتدت عليك الهموم فالجأ إليه وقل يا ألله 

هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير

**********************

في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وإسهامًا في بناء الوعي الرشيد، وفي الحلقة الثانية من برنامج: “الأسماء الحسنى” للأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أكد أن لله (عز وجل) الأسماء الحسنى، فهو (سبحانه وتعالى) الله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القزي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن الوالي المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور (جل جلاله) وتقدست أسماؤه.

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ للهِ تعالى تسعةً و تسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنَّةَ”، وأكدنا ونؤكد أن المراد بإحصائها هو فهم معانيها، وذكر الله (عز وجل) بها، ودعاؤه بها، والتعبد إليه بها، وليس المقصود من الحديث حصر هذه الأسماء، وكل ما ورد في كتاب الله (عز وجل) وفي سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) من أسمائه الحسنى، نؤمن به ونتعبد لله (عز وجل) به، مؤكدين أن لله (عز وجل) كل كمال، وكل جلال، وكل جمال، وكل ما يليق بذاته سبحانه.

مؤكدًا أن لفظ الجلالة (الله) أول هذه الأسماء، وهو علم على الذات الإلهية يوصف ولا يوصف به، فتقول الله العليم الخبير اللطيف الحكيم، ويدل بذاته على الذات وجميع صفات الكمال، فإذا قلت (الله) دخل في القلب جمال الذات وجمال الأسماء وجمال الصفات، واستحضرت كل معاني العظمة والسمو والكمال لله (عز وجل)، فالكمال لله وحده، له سبحانه دون سواه الكمال المطلق والجمال المطلق والخير المطلق، هو خالق الخلق ومالك الملك، ويختص اسم الجلالة الله بأنك كلما حذفت منه حرفًا كان الباقي دالا على الذات الإلهية، فإذا ما حذفت الألف الأولى كان ما بقي من حروف الاسم دالا عليه سبحانه، يقول سبحانه: “لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، وإذا حذفت اللام الأولى صار: “لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، وإذا حذفت اللام الثانية وأشبعت الهاء صار الضمير عائدًا عليه سبحانه: “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”، وقد ذكر الإمام الفخر الرازي اثني عشر دليلا على أن لفظ الجلالة هو أعظم الأسماء، وهو الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب وإذا سأل به أعطى، فإن ضاقت بك الأمور أو اشتدت عليك الهموم فالجأ إليه، وقل يا ألله فنعم المولى ونعم المجيب ونعم الوكيل ونعم الحسيب ونعم النصير.

ومن أسمائه سبحانه الواحد الأحد الذي لا شريك له ولا ند ولا نظير ولا ضريب ولا شبيه، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، وهو الواحد الأحد في ألوهيته لا يستحق غيره العبادة ولا معبود سواه، والأحد اسم استأثر به الحق سبحانه وتعالى، فلا يشاركه فيه أحد ولا يوصف به غيره (سبحانه وتعالى)، وقد جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ”، فهو الواحد الأحد الذي لا ند له ولا شريك له ولا ولد، أما اسمه الواحد فيعني أنه الواحد في ذاته المتفرد بصفات الجلال والكمال، لا يشاركه أحد في كماله ولا جلاله ولا ملكه، حيث يقول سبحانه: “وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”، ويقول سبحانه: “إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا”، فوحدانية الله ثابتة في جميع الشرائع عند جميع الأنبياء والرسل، وصى بها جميع الأنبياء أبناءهم وأممهم، يقول سبحانه: “أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”، وفي سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) دخل المسجِدَ فإذا هو برجُلٍ قد قضى صلاتَه وهو يتشهَّدُ ويقولُ: اللَّهُمَّ إني أسألُك يا اللهُ الأحَدُ الصَّمَدُ الذي لم يلِدْ ولم يولَدْ ولم يكُنْ له كفُوًا أحدٌ أن تغفِرَ لي ذُنوبي؛ إنَّك أنت الغفورُ الرَّحيمُ. قال: فقال: قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له، قد غُفِرَ له”.

فاللهم إنا نسألك باسمك الأعظم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد أن تغفر لنا ذنوبنا وأن تكتب لنا القبول.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى