انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد عصفور بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية
انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد عصفور
بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية
أ.د/ بكر زكي عوض:
الذاكر لله (عز وجل) له معية خاصة
أ.د/ عوض إسماعيل:
بالنية تكون الحياة كلها قربة لله تعالى
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع الدعوي بمسجد عصفور بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية اليوم الأحد 5/ 3/ 2023م بعنوان: “الدين المعاملة”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين سابقًا، والأستاذ الدكتور/ عوض إسماعيل عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقًا، وقدم له د/ أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ معوض الفشني قارئًا، والمبتهل الشيخ/ ضياء الناظر مبتهلا، وبحضور الشيخ/ صفوت فاروق أبو السعود مدير مديرية أوقاف القليوبية، والشيخ ماهر سعيد عبد الفتاح مدير إدارة شبرا الخيمة غرب، والشيخ/ علي عبد النعيم زهران مدير إدارة شبرا الخيمة شرق، ولفيف من السادة أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي بداية كلمته أكد أ.د/ بكر زكي عوض أننا في خير ما استمعنا وتدارسنا كلام ربنا، وهذا ما تؤكد عليه وزارة الأوقاف من خلال برامجها الدعوية المتميزة وأبرزها الأسبوع الدعوي، فذكر الله حياة، وصدق الرسول (صلى الله عليه وسلم) : “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت” فالموت موت الوجدان وليس موت الجسد، والذكر من أجل العبادات لله رب العالمين، ولقد حذرنا الله (عز وجل) من نسيانه فقال تعالى: “وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”، وأن الذكر لا نهاية له ففي كل أوقاتك أنت مطالب بذكر الله لتنال الخير الوفير، وكفى بالذاكر شرفا أن الله يذكره قال تعالى: “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ”، وفي الحديث القدسي قال تعالى: “من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي”، فلنجعل الذكر منهج حياة.
مشيرًا إلى أن الذاكر لله له معية خاصة قال تعالى في الحديث القدسي: “وأنا معه إذا ذكرني” وذكر الله (عز وجل) عبادة تلازم العبد في جميع أحواله ، والمسلم مأمور بأدائها في كل وقت ، وعلى أية هيئة يقول الحق سبحانه: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ”، فحياة المسلم كلها ذكر.
وفي كلمته أوضح أ.د/ عوض إسماعيل أن الأمة المحمدية تميزت بأنها أمة النية فبالنية تكون حياتنا كلها قربة لله تعالى فقد قال الله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، وعَنْ أبي هُريرةَ (رضي الله عنه) عنِ النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وسَبْعونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعبةً: فأفضلُها قولُ لا إِلهَ إلَّا اللهُ، وأدْناها إماطةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحياءُ شُعْبةٌ مِنَ الإيمانِ»، مبينًا أن راحة القلوب وسعادتها لا تتحقق إلا بذكر الله، قال تعالى: ”الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، وبذكر الله يأتي الفرج بعد الشدَّة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، وذكر الله تعالى عبادة عظيمة القدر، ميسورة الفعل، وفضائله أكثر من أن تعد أو تحصى، وقد دعا الله (عز وجل) عباده بالإكثار منها ووعدهم بعظيم الأجر عليها، فقال سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا” ، ويقول تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ *الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” ، كما رغب النبي (صلى الله عليه وسلم) الأمة في الإكثار من ذكر الله وحثهم عليه ، فقال (صلى الله عليه وسلم): “ألا أنبِّئُكُم بخَيرِ أعمالِكُم ، وأزكاها عندَ مَليكِكُم ، وأرفعِها في درَجاتِكُم ، وخَيرٌ لكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ ، وخَيرٌ لكُم مِن أن تَلقوا عدوَّكُم ، فتضرِبوا أعناقَهُم ، ويضرِبوا أعناقَكُم؟، قالوا : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ: (ذِكرُ اللَّهِ)”، وعندما جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ، يقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَنْبِئْنِي مِنْهَا بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): “لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ”.