*:*الأخبارأخبار الأوقاف2مقالات

عهد الشباب وبناء الذات

عهد الشباب وبناء الذات

عهد الشباب تغنى به الشعراء والأدباء ، فهو ربيع الحياة والعمر ، يقول أبو العتاهية :
بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني
فَلَم يُغنِ البُكــاءُ وَلا النَحيــبُ
فَيــا لَيــتَ الشَبــابَ يَعـودُ يَومًا
فَــأُخبِــرُهُ بِمـا صَنَـعَ المَشيـبُ
ويقول المتنبي :
وَما ماضي الشَبابِ بِمُستَرَدٍّ
وَلا يَـــومٌ يَــمُــرُّ بِــمُستَعادِ
ويقول عبد الرحمن بن حسان :
إذا المرءُ أعْيَته المروءة ناشِئًا
فَمطلبُهــا كهـــلاً عليـه شديـدُ
ويقول أحمد شوقي :
شَبـــابٌ قُنَّــــعٌ لا خَيــرَ فيهِـــم
وَبورِكَ في الشَبابِ الطامِحينا
وقد خص نبينا (صلى الله عليه وسلم) عهد الشباب بمزيد من العناية والاهتمام ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسأَلَ عن شبابِه فيما أبلاه ، وعن عُمُرِه فيما أفناه ، وعن مالِه من أين اكتسبَه وفيما أنفقَه ، وعن عِلمِه ماذا عمل فيه ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ : شبابَك قبل هَرَمِك ، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك ، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك ، وحياتَك قبل موتِك ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ : إمَامٌ عَدْلٌ ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ ، اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه ، ورَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ فَقالَ : إنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا ، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ” .
وينبغي أن يدرك شبابنا أن ديننا هو دين مكارم الأخلاق ، وقد قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا ” ، وسُئل ما أكثر ما يدخل الجنة يا رسول الله ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ” حسن الخلق ” ، حتى أنه (صلى الله عليه وسلم) عرف الدين بأنه حسن الخلق فقال : ” الدين حسن الخلق ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ” .
ومن نماذج الشباب الذي سطروا تاريخًا مجيدًا في العلم والمعرفة وقيادة الجيوش سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، وسيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) ، وسيدنا عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) ، وسيدنا عبد الله بن عمرو (رضي الله عنهما) ، وسيدنا عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) ، وسيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) ، وسيدنا زيد بن ثابت (رضي الله عنه) ، وسيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنهما) ، وسيدنا سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) .
ولسنا نبالغ إذا قلنا إن كثيرًا من مظاهر التقدم والتطور العلمي الذي يعيشه العالم في العصر الحديث في شتى المجالات قائم على أكتاف الشباب الذين أسهموا بجهود متميزة في خدمة الإنسانية ، ففي مجال الفضاء نجد أن أصغر رائد فضاء هو السوفيتي (غيرمان نوفيتش) لم يكن عمره يتجاوز الخامسة والعشرين عندما صعد إلى الفضاء في عام 1961 ، وكذلك السوفيتية ( فالينتي تريشكوفا ) التي كانت أول امرأة في التاريخ تطير إلى الفضاء منفردة دون طاقم يصحبها ، وكانت في السادسة والعشرين من عمرها، وذلك في عام (1963) .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى