*:*الأخبارأخبار الأوقاف2مقالات

الإسراء والمعراج والربط بين المسجدين

الإسراء والمعراج
والربط بين المسجدين

تحدث القرآن الكريم عن الإسراء والمعراج بما يتسق وعظمة هذا الحدث، وأفرد له سورة عظيمة في القرآن الكريم هي سورة (الإسراء)، واستهلها بقوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”، في ربط عظيم بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى لتظل العلاقة بينهما قائمة في عقول وقلوب المسلمين إلى أن يرث الله (عز وجل) الأرض ومن عليها.
فمن المسجد الحرام كان إسراء سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإلى المسجد الأقصى كان إسراؤه، ومنه كان معراجه (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، ليرى من آيات ربه الكبرى، إذ يقول الحق سبحانه في سورة النجم: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”.
ومن أهم دروس هذه الرحلة المباركة درس الفرج بعد الشدة، ومعية الله لعباده المؤمنين، وضرورة الصبر وعدم اليأس مهما يكن أمر الصادين عن دين الله (عز وجل)، فإذا ضاق الأمر اتسع.
فبعد وفاة أبى طالب والسيدة خديجة (رضى الله عنها) اشتد الأذى برسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، فكانت هذه الرحلة العظيمة، ليرى (صلى الله عليه وسلم) من آيات ربه الكبرى ما يزداد به إيمانا على إيمانه، ويقينًا على يقينه، وثباتًا على ثباته، فمن كان مع الله كان الله معه، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، فالأمر أمره، والحكم حكمه، والكون كله قبضته.
فعلينا أن نتحلى بالشكر عند النعماء، والصبر عند الشدة والبأساء، وندرك أن لكل ضيق سعة، ولكل هم فرجًا، وكل شدة إلى زوال، وقد قالوا: “لا يغلب عسر يسرين”، إذ يقول الحق سبحانه: “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى