*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد الحمد بالهرم بالجيزة بعنوان: إتقان العمل

انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد الحمد بالهرم بالجيزة
بعنوان:
إتقان العمل
مدير مديرية أوقاف الجيزة:
الإسلام دعانا لإتقان العمل في جميع جوانب حياتنا
والعمل يتحول إلى عبادة ما دام مقرونًا بشرف القصد وسمو الغاية
الشيخ/ خالد الجندي:
إذا خلى العمل من الإتقان فلا قيمة له

في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع الدعوي بمسجد الحمد بالهرم بالجيزة اليوم الأحد 19/ 2/ 2023م بعنوان: “إتقان العمل”، حاضر فيه الشيخ/ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور/ السيد مسعد مدير مديرية أوقاف الجيزة، وقدم له الأستاذ/ محمد جمعة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ محمد إسماعيل عبد الباقي قارئا، والمبتهل الشيخ/ رزق السيد مبتهلا، وبحضور الشيخ/ محمد حسن مدير إدارة الإدارات الفرعية بمديرية أوقاف الجيزة، والدكتور/ أحمد أبو طالب مسئول الإرشاد الديني، والشيخ/ محسن السيد مسئول شئون القرآن بالمديرية، والشيخ/ سيد عمارة مدير إدارة خدمة المواطنين بالمديرية، ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ السيد مسعد أن إتقان العمل سبيل الأمم المتحضرة، وهو يساعد على تقدم الأمم ورقيها، مشيرًا إلى أن الإسلام دعانا لإتقان العمل قال (صلى الله عليه وسلم): “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”، كما بين أن من واجبنا أن نجعل إتقان العمل ثقافة عامة في كل شيء؛ في العلم، والصناعة، والثقافة، والعمل الحرفي والمهني، بل وفي جميع جوانب حياتنا، موضحًا أن إتقان العمل واجب تحتمه تعاليمنا الشرعية، وروحنا الوطنية، كما أكد أن من القصص القرآنية الجامعة بين العلم والعمل؛ والحكم والعدالة؛ والقول والفعل حديث القرآن الكريم عن “ذي القرنين”، موضحًا سعيه لنشر قيم العدالة بين الناس، واستخدام القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح، وتحمله أعباء السفر ومشاقه ليخدم الناس ويتفقد أحوالهم ويبث فيهم روح العمل، وحبه ليسيروا حياتهم على أحسن وجه؛ كل ذلك دليل على اهتمامه وحرصه الشديد على هداية الناس وإتقان عمله، مختتما حديثه بأن العمل يتحول إلى عبادة ما دام مقرونًا بشرف القصد وسمو الغاية.
وفي أكد الشيخ/ خالد الجندي أن الإنسان بفطرته السوية يحب العمل المتقن، وقد وجه الشرع الإنسان لإتقان العمل عن طريق التأمل في بديع صنع الله (عز وجل) للكون بما فيه من تناسق وإحكام فهو القائل: “وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ”، كما بين أن القرآن الكريم تحدث عن الإتقان في الخلق، فالله (سبحانه وتعالى) خلق كل شيء بإتقان وإحكام، فقال (سبحانه): “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ”، موضحا أن القرآن الكريم تحدث عن الإتقان في تعاقب الليل والنهار فقال (سبحانه): “وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”، وهذا تصوير للاهتمام بالتفاصيل ودقائق الإبداع، ويقول سبحانه: “قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ”، وعندما نتأمل قوله تعالى “بَهْجَةٍ”، نجد أنها تبعث في النفس الراحة والسرور والطمأنينة، ويقول سبحانه: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” وعندما نتأمل قوله سبحانه “وَزِينَةً” نرى أن المطلوب ليس مجرد العمل بل الإتقان فيه إلى أبعد حد، وهذا دليل على دقيق صنع الله سبحانه، كما بين أن إتقان العمل من أهم المسائل التي عالجها القرآن الكريم، فإن من أسباب رقي الإنسان وتقدمه ونجاحه إتقانه لعمله، والحرص على الإتيان به على أفضل وجه، وبأفضل الوسائل المتاحة، كما بين أن مطلوب الشرع هو اتقان العمل في كل شيء وليس مجرد الإتيان بالعمل، حتى في العبادات، حيث يقول سبحانه: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى