انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد المراغي بمدينة حلوان
انطلاق الأسبوع الدعوي بمسجد المراغي بمدينة حلوان
أ.د/ بكر زكي عوض:
المسلم الحق هو الذي يترجم إسلامه إلى سلوكيات إيجابية في واقع حياته، ليعود أثر ذلك عليه وعلى المجتمع
أ.د/ مدير مديرية أوقاف القاهرة:
رسالةَ الإسلام رسالةٌ إنسانية سامية، جوهرها القيم النبيلة الجامعة، فهي دعوة خير وسلام، تحمل السعادة للبشرية كلها
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع الدعوي بمسجد المراغي بمدينة حلوان اليوم الأحد 15/ 1/ 2023م بعنوان: “الدين المعاملة”، حاضر فيه الأستاذ الدكتور/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين سابقًا، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، وقدم له د/ أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ صبري متولي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ عبدالله بدران مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والشيخ/ كامل محمد أحمد مدير إدارة حلوان, والدكتور ياسر معروف مدير إدارة المعادي، والشيخ/ محمد حسن مدير إدارة حدائق حلوان، والشيخ/ طاهر ناصف مدير إدارة مدينة 15مايو، ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي بداية كلمته وجه أ.د/ بكر زكي عوض وجه الشكر إلى معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة الذى يحرص دائمًا على أن تدب الروح في المساجد ، والذي أعاد الحياة إلى المساجد من خلال أنشطة وزارة الأوقاف المتنوعة مؤكدًا أن الدين المعاملة ، وأن الخلق أكبر دليل على صدق إيمان صاحبه ، فالإنسان خليفة الله في أرضه ، والأحكام الشرعية جاءت دليلاً ومرشدًا، لتساعد الإنسانَ في تحقيق مصالحه، فتدلّه على الخير، وتهديه إلى الطريق المستقيم، وأنّه ما من مصلحة في الدنيا والآخرة إلا وقد رعاها الشرع، وأوجد لها ما يكفل إيجادها والحفاظ عليها وما من مفسدة في الدنيا والآخرة إلا وحذّر منها وأوجد لها بديلا، وأن الغاية المنشودة والثمرة المرجوّة من الطاعات والعبادات في الإسلام هي تزكية النفوس البشرية وتقوية صلة الإنسان بربه، وبمن يعيشون معه في مجتمعه.
مشيرًا إلى أن المعاملة الحسنة والأخلاق النبيلة والطيبة- وهي سلعة نادرة – تكشف معدن الإنسان الخلوق وتظهر سمو أفكاره، والناس لا يحبون العابد المتكبر ، وإنما يحبون البسّام البشوش المتواضع، مشيرًا إلى أن أسمى تعامل للإنسان هو تعامله مع الله ، والذي ينبغي أن يبذل فيه كل ممكن حتى ينال حب الله قال تعالى” فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه” وقال أيضًا ” وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ” ولا بد أن يقدم المسلم حب النبي (صلى الله عليه وسلم ) على كل شيء حيث قال (صلى الله عليه وسلم) ” لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين”
موضحًا أن المسلم الحق هو الذي يترجم إسلامه إلى سلوكيات إيجابية في واقع حياته، ليعود أثر ذلك عليه وعلى المجتمع بكل ما هو مفيد وصالح وفيه النفع لعامة المسلمين
وفي كلمته أكد الدكتور خالد صلاح الدين أن رسالةَ الإسلام رسالةٌ إنسانية سامية، جوهرها القيم النبيلة الجامعة، فهي دعوة خير وسلام، تحمل السعادة للبشرية كلها، حيث يقول الحق سبحانه: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق”.
مشيرًا إلى أن من القيم الإنسانية الرفيعة التي دعا الإسلام إلى ترسيخها: الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة، حيث يقول الحق سبحانه: “وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسنًا”، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن، يقول سبحانه: “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.
مؤكدًا ن دين الإسلام هو دين السماحة واليسر في جميع المعاملات، وقد أثنى (نبينا صلى الله عليه وسلم ) على من كان سمحاً في بيعه وشرائه ؛ فعن جابر رضي الله عنه: قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى ، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى ، سَمْحًا إِذَا قَضَى)، ويجب على المسلم ألّا يستغل فاقة الناس وفقرهم وشدة حاجتهم، فهذا يُعد من التعسير والتضييق على الناس مما يوغر الصدور، ويزيد الأحقاد، وينشر الكراهية والبغضاء، وهذا ما لا يريده الإسلام ولا تقبله النفوس المؤمنة، وليعلم الرجل السمح في بيعه وشرائه أن الله سيرحمه في الدنيا والآخرة، فالإنسان المؤمن يتعامل مع الخَلْق المعاملة التي يجب أن يعامله الناس بها، فيُحسّن خٌلقَه ولا يبتغي من وراء ذلك إلا وجه الله تعالى.
كما وضّحَ فضيلته أنّ هناك ارتباطا وثيقا بين الأخلاق والإيمان، وكل عمل يقوم به العبد المسلم يحتاج إلى الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة ولا شك أن من فقد الإيمان والتقوى فقد فقد تلك الأخلاق، وكلما كان المؤمن أكمل أخلاقًا كان أكثر إيماناً.