أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون : إتقان العمل سبيل الأمم المتحضرة وهو خير سبيل لاغتنام قدرات الشباب وطاقاتهم فيما يخدم الدين والوطن

في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة، انطلقت قافلتان دعويتان مشتركتان بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي: (الجيزة وأسوان)، اليوم الجمعة 13/ 1/ 2023م، وتضم كل قافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: “اغتنام عهد الشباب في بناء الذات .. إتقان العبادة وإتقان العمل”.

وقد أكد علماء الأزهر والأوقاف أن دينُنا الحنيفُ قد خص عهدَ الشباب بمزيد من العناية والاهتمام، ونبَّه على دوره في بناء الذات وتكوينها، فالشباب ربيع الحياة والعمر، وعهد اكتمال البناء الجسدي والنضج العقلي، حيث يقول الحق سبحانه: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ”، كما أرشدنا الشرع الحنيف إلى ضرورة اغتنام عهد الشباب بما ينفع النفس والدين والوطن عبادةً وعملًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ”، ويقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “لا تَزُولُ قَدمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاهُ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟”.

كما أكدوا أن الشرع الشريف لم يأمرنا بمجرد اغتنام عهد الشباب بالعبادة والعمل، إنما أمرنا كذلك بالإتقان والإحسان والتميز فيهما، حيث يقول الحق سبحانه: “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ”، ويقول سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ”، ويقول (عز وجل): “وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ”، ويقول تعالى: “إِنَّا لَا نُضِيعُ ‌أَجْرَ ‌مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلَا أَنْ يُتْقِنَهُ”.

كما أوضحوا أن الإتقان في العبادة يكون بأدائها أداءً صحيحًا، وإتمام شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها، حيث يقول الحق سبحانه في شأن الصلاة: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطى إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ”، ويقول سبحانه في شأن الزكاة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ”، وفي شأن الصيام يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ”، ويقول سيدنا جابر (رضي الله عنه): إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمِعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَحَارِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، ويقول سبحانه في شأن الحج: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ”، ويقول سبحانه: “فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا”، وقد شمل الأمر بالإتقان شأن تكفين الميت وتجهيزه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحسنْ كَفَنَهُ”.

كما أكدوا أنه مما لا شك فيه أن إتقان العمل سبيل الأمم المتحضرة، التي يحملها حبها لأوطانها، ووعيها بدورها في رقيه وتقدمه على إحسان العمل وتجويده والتميز فيه، وهو خير سبيل لاغتنام قدرات الشباب وطاقاتهم فيما يخدم الدين والوطن، فكثير من مظاهر التقدم والتطور الذي يعيشه العالم في العصر الحديث في شتى المجالات قائم على أكتاف الشباب الذين أسهموا بجهدهم وإتقانهم في خدمة الإنسانية.

كما أكدوا أنه لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، وأنه لن يكون ذلك التفوق إلا بأن نجعل من إتقان العمل ثقافة عامة في كل شيء؛ في العلم، والصناعة، والثقافة، والعمل الحرفي والمهني، بل وفي جميع جوانب حياتنا، مدركين أن إتقان العمل واجب تحتمه تعاليمنا الشرعية وروحنا الوطنية، وأن العمل يتحول إلى عبادة ما دام مقرونًا بشرف القصد وسمو الغاية، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) في رجلٍ تعجَّب أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من جلَدِه ونشاطِه وإتقانه: “إِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَهْلِهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ”.

هذا وقد شارك في القافلة كل من:

أولًا: قافلة الجيزة (مدينة الصف ).

1. الشيخ/ عبد الخالق محمد عطيفي – وكيل مديرية أوقاف الجيزة – عبد الرحمن فوزي- الصف

2. الشيخ/ أحمد محمود جبر – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – الليثي- الصف

3. الشيخ/ علي عيد عبد النبي – مدير إدارة الصف أول بمديرية أوقاف الجيزة – الهدى- الصف

4. الشيخ/عامر إبراهيم عبد العزيز – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – أسماء جعفر- الصف

5. الشيخ/ محمد إمام محمود عيد – مفتش أول دعوة بمديرية أوقاف الجيزة – أبو بكر الصديق- الصف

6. الشيخ/ إبراهيم محمود أبو سريع محمد – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – أحمد هلال- الصف

7. الشيخ/ إبراهيم حسين عبد القوي – إمام وخطيب – أبو غونيم- صف البلد

8. الشيخ/ إبراهيم محمد رمضان – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – العاشر من رمضان -صف البلد

9. الشيخ/ سيد جمعة صادق موسى – إمام وخطيب – عمر بن العزيز- صف البلد

10. الشيخ/ أحمد عبد اللطيف محمد – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – الشهيدين- صف البلد

ثانيًا: قافلة أسوان (بندر أسوان).

1. الشيخ/ أحمد أحمد حسن حمدان – مدير الدعوة بمديرية أوقاف أسوان – الحاج حسن- شارع السوق

2. د/مرتجى عبدالرؤوف شعبان – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – منصور حمادة- شارع عباس فريد

3. الشيخ/ عبدالله محمد طه أحمد – رئيس قسم المساجد بمديرية أوقاف أسوان – النصر -كورنيش النيل مدينة أسوان

4. الشيخ/ محمد علي حفني سيد – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – زبيدة- الحارث

5. الشيخ/ أحمد محمد أحمد مدني – إمام وخطيب – السلوى – خلف الصالة المغطاة

6. الشيخ/عبدالله محمد أحمد عبد المولى – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – التوبة- التأمين

7. الشيخ/ مصطفى عبدالقادر عبد الماجد – إمام وخطيب – الرضوان – طريق السادات حي الرضوان

8. الشيخ/حسين حسن بكري – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – عبدالرحيم حمادة- أول شارع كلية التربية

9. الشيخ/ الشاذلي طلحة محمد أحمد – إمام وخطيب – العمري – الناصرية- الحكروب

10. الشيخ/أحمد محمد عبد اللطيف – واعظ بمجمع البحوث الإسلامية – عبد الغنى موسى- الحصايا الشادر القديم