افتتاح الدورة المتكاملة (الدفعة السادسة) بأكاديمية الأوقاف الدولية عميد كلية أصول الدين الأسبق : على الداعية التصدي للمشكلات بالتحلي بسلاح العلم والتعرف على كل جديد
افتتاح الدورة المتكاملة (الدفعة السادسة)
بأكاديمية الأوقاف الدولية
عميد كلية أصول الدين الأسبق :
على الداعية التصدي للمشكلات بالتحلي بسلاح العلم
والتعرف على كل جديد
في إطار دور وزارة الأوقاف في التدريب والتأهيل المستمر، افتتحت صباح اليوم الاثنين الموافق 9 /1 /2023م الدورة المتكاملة (الدفعة السادسة) لعدد (85) إمامًا وواعظة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر.
وقد انطلقت محاضرات المكون الشرعي بالمحاضرة الأولى للأستاذ الدكتور/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق، حيث أكد أن قضية الإلحاد من أخطر القضايا التي تواجه المجتمع ومن أشدها خطرًا الإلحاد المسيس أو الموجه الممول ، قصد الإتيان على مجتمعاتنا من داخلها وتفتيتها بأيدي بعض أبنائها، مؤكدًا أن النفوس كلها فُطرت على الإيمان بالله تعالى، كما في قوله تعالى : “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ”، وقوله تعالى: “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”، وهنا يقول ربنا سبحانه وتعالى : “الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا” ، ولم يقل التي فطر الإنسان عليها ليدل على أن كل نسل سيدنا آدم (عليه السلام) فُطر على هذا الإيمان بالله تعالى، وفي الحديث القدسي: “وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا”.
فمن مجموع هذه الآيات والأحاديث ندرك أن الله قد فطر كل الناس بلا استثناء على الإيمان بمُصدر ومنشئ وموجد لهذا الكون، تم العلم به من طريق الوحي، وسمى نفسه (الله)، فهو منشئ هذا الوجود فمن أنكر ذلك فقد عدل عن الفطرة التي فُطر عليها، وهذا معنى الإلحاد فهو عدول عن الحق إلى الباطل، وعن الفطرة التي فُطر عليها إلى ضد الفطرة، موضحًا أن هناك عوامل تلعب دورًا كبيرًا وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على هذه الفطرة، من هذه العوامل : الصراع بين الشيطان والإنسان، فلقد توعدنا الشيطان كما ذكر القرآن الكريم قال تعالى: “فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ”، ويقول تعالى: “وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا”، ومن العوامل : البيئة المحيطة، ومنها: أن العقل يحتاج إلى انضباط في التفكير لأنه كالفرس يحتاج إلى من يرد جماحه، فإذا لم ينضبط العقل ذهب إلى الإلحاد والإعراض عن سبيل الله.
مؤكدًا أن الإلحاد عامل أساسي في انهيار الأخلاق واندثار القيم، مشيرًا إلى أنه يجب على الداعية التصدي لهذه المشكلة بالتحلي بسلاح العلم، ولابد من دراسة فكر الإلحاد، وأنه قد أصبح من الضرورات حتى يتمكن الداعية من مواجهة هذه الظاهرة بعلم وفهم وبصيرة.
وعلى هامش المحاضرة تم توزيع كتاب: “المختصر الشافي في الإيمان الكافي”، وكتاب: “العملات الافتراضية المشفرة”، وكتاب: “الدولة مفهومها وتطورها”، وكتاب: “مخاطر الإلحاد وسبل المواجهة”، وكتاب: “ضلالات الإرهابيين وتفنيدها” على جميع المتدربين بالدورة المتكاملة.