الدكتور/ أسامة الأزهري في أكاديمية الأوقاف الدولية : علماء الأزهر الشريف عظَّموا من قيمة العلم وحاربوا التطرف والغلو بكل أنواعه وعلموا الناس الحكمة ومهمة العالم تكمن في إيصال خريطة العلم الصحيح للأجيال والداعية المتبصر الفقيه هو صمام أمان الأمة في مواجهة الغلو والتطرف
الدكتور/ أسامة الأزهري في أكاديمية الأوقاف الدولية :
علماء الأزهر الشريف عظَّموا من قيمة العلم
وحاربوا التطرف والغلو بكل أنواعه وعلموا الناس الحكمة
ومهمة العالم تكمن في إيصال خريطة العلم الصحيح للأجيال
والداعية المتبصر الفقيه هو صمام أمان الأمة في مواجهة الغلو والتطرف
في إطار الدور الريادي لجمهورية مصر العربية، ودور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، وفي إطار دورها التنويري والتثقيفي، عقدت محاضرات الدورة العلمية المتخصصة لأئمة ووكلاء الأوقاف بدولة الجزائر الشقيقة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر اليوم الأحد ١٨/ ١٢/ ٢٠٢٢م، قدم الدكتور/ أسامة الأزهري محاضرة هامة أكد فيها على أن علماء الأزهر الشريف عظموا من قيمة العلم وحاربوا التطرف والغلو بكل أنواعه، وعلموا الناس الحكمة، وطهروا الناس من الكره والبغضاء، وجمعوا الناس على كلمة سواء، كما بين أن الأزهر الشريف كان يحرص على تدريس العلوم الاثني عشر، والتي استقر تدريسها في الأزهر الشريف قرونًا من الزمان، وكانت تتنوع وتختار من الفنون والعلوم، وهي تترتب على أربعة دوائر، فخرجت علماء في كل العلوم، فالأزهر الشريف مبنى ومعنى وصناعة عقل، وقد درس الأزهر أكثر من ذلك من العلوم حتى وصل إلى تعليم ثلاثين علمًا في الفنون والعلوم الإنسانية المختلفة، وقد ألف العلماء في هذه العلوم الكثير من الكتب منها ما كانت تختص بالعلوم الشرعية والعربية، ومنها ما كانت في سائر العلوم المختلفة في الطب والفلك وغيره من العلوم.
كما بين أن هناك عددًا من السمات والصفات والخصائص والهيئات التي لابد أن تكون متوفرة لطالب العلم حتى يتمكن من أن يجعل لنفسه نورًا يمشي به في الناس , فالإنسان في حالة موات إذا فقد مفاتيح العلم، ولا ينتقل من هذه الحالة إلى حالة الحياة حتى يكون عنده القدر الكافي من أصول العلوم , يقول الله تعالى: “أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ”، مشيرًا إلى أن أول شرط لطالب العلم هو شدة التشوف للفهم، ثم يتبعه بعد ذلك صفاء الذهن وفراغ الخاطر , ومعلوم أن العقول لا تحيا إلا بالعلم , وكان الإمام السيوطي (رحمه الله) يقول: “من عرف شرف ما يطلب هان عليه ما يبذل”.
كما أشار إلى أن مهمة العالم تكمن في إيصال خريطة العلم الصحيح للأجيال حتى يتمكنوا من أدوات العلم التي تزيل التدهور المعرفي الذي حدث في عصرنا الحاضر.
وفي نهاية المحاضرة حثَّ الدعاة على التزود من طلب العلم واحترامه وأخذه من مصادره المعتمدة ومن العلماء أصحاب المشارب الصافية , مع الابتعاد عن التعصب والتشدد المقيت في فهم النصوص الذي كان سببًا مباشرًا في وجود الفكر المنحرف والجماعات المتطرفة التي اتخذت الإرهاب وترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء شعارًا لها , فالداعية المتبصر الفقيه هو صمام أمان الأمة في مواجهة الغلو والتطرف وذلك بالفهم المستقيم لنصوص الشرع الحنيف.