وزير الأوقاف خلال لقائه قيادات الدعوة بمطروح : مصالح الأوطان جزء أصيل من مقاصد الأديان والتسامح منهج حياة نحن بحاجة إليه في كل مجالات الحياة
وزير الأوقاف خلال لقائه قيادات الدعوة بمطروح :
مصالح الأوطان جزء أصيل من مقاصد الأديان
والتسامح منهج حياة نحن بحاجة إليه في كل مجالات الحياة
ويؤكد :
الدين فن صناعة الحياة لا الموت
ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا
فإذا تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا
ومحافظ مطرح يشيد بجهود وزارة الأوقاف الدعوية والمجتمعية ويؤكد:
تحافظ على كيان وقوام المجتمع وتماسكه في مجابهة الكثير من التحديات
**************
في إطار التواصل المستمر بين وزير الأوقاف والعاملين بالوزارة، وفي ضوء رسالة الأوقاف الدعوية والمجتمعية التقي معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والسيد اللواء أ.ح/ خالد شعيب محافظ مطروح بقيادات الدعوة بديوان عام محافظة مطروح اليوم الجمعة 16/ 12/ 2022م، وذلك بحضور اللواء أ.ح/ أشرف إبراهيم سكرتير عام المحافظة، والشيخ/ صبري ياسين دويدار رئيس الإدارة المركزية للتفتيش والرقابة، والشيخ/ حسن عبد البصير مدير مديرية أوقاف مطروح، وعدد من قيادات الدعوة.
وفي كلمته رحب السيد اللواء أ.ح/ خالد شعيب محافظ مطروح بمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، مشيدًا بعظيم أثره في وطننا الحبيب مصر خاصة والمجتمع الإسلامي عامة، والذي يتميز بوعي سليم قادر على الإقناع دون تعصب، وبجهود وزارة الأوقاف الدعوية والمجتمعية التي أدت إلى الحفاظ على كيان وقوام المجتمع وتماسكه وترابطه، مما ساهم في الحفاظ على الوطن في مجابهة الكثير من التحديات، مما يدعم مسيرة وطننا الحبيب للاستقرار والتنمية، والتي لن تكون إلا بالعمل الجاد والحقيقي في إطار من المحبة والوقوف خلف قيادتنا السياسية الرشيدة من أجل تحقيق مصلحة الوطن وإعلاء شأنه، وتحقيق حياة كريمة للمواطن، وهو الغاية التي نسعى من أجلها جميعًا.
وفي كلمته قدم أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر لسيادة اللواء أ.ح/ خالد شعيب محافظ مطروح على الدعوة الكريمة مهنئًا سيادته وأهالي وقبائل مطروح بالعيد القومي الذي يمثل يومًا عظيمًا من أيام الفداء والتضحية، مرسخًا بذلك مفهوم مصالح الأوطان وأنها جزء أصيل من مقاصد الأديان، وأن الحفاظ على الوطن واجب ديني، فبدون الوطن لا مجال للأمن لا على النفس ولا على المال ولا على العرض ولا على الحياة ولا على الدين، فالدين لا بد له من وطن آمن مستقر يحمله ويحميه.
مضيفًا أننا نؤكد في منهجنا الدعوي على التوازن الكبير بين البعد الديني والوطني وأنهما لا ينفصلان أبدًا ولا ينفك أحدهما عن الآخر، وأن الدفاع عن الأوطان بكل ما نملك جزء من عقيدتنا، ومن أجل ذلك عكفنا في وزارة الأوقاف على إصدار كتاب: “الكليات الست” وهي: الدين والنفس والمال والعرض والنسل والوطن والتي لا يستغنى بأحدها عن الآخر تأكيدًا على ذلك، فقد أجمع أهل العلم أن العدو إذا دخل بلدًا من بلادنا وجب على أهله جميعًا أن يهبوا للدفاع عنه ولو فنوا جميعا، فالوطن جزء من صميم عقيدتنا وإيماننا، وأمنه واستقراره والعمل على كل ما يؤدي إلى أمنه واستقراره واجب شرعي ووطني، مشيرًا إلى ما تحقق وتم من إنجازات ملموسة في أرض مطروح، وفي ربوع مصر من عمارة للمساجد ، حيث يتم اليوم افتتاح 18 مسجدًا، وقد بلغ إجمالي ما تم افتتاحه في مطروح 14 مسجدًا واجمالي ما تم افتتاحه هذا العام على مستوى الجمهورية 1200 مسجد ، وإجمالي ما تم افتتاحه في عهد سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي 9600 مسجد، وهو رقم غير مسبوق لا في تاريخ الدولة المصرية ولا في أي دولة أخرى، بما يزيد على ثلاثة مساجد يوميًا.
كما أكد وزير الأوقاف أن وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها الاهتمام بالإنسان وبالأئمة تدريبًا وتأهيلًا وانضباطًا، مع التوسع في الأنشطة الدعوية والبرامج التثقيفية، حيث تم تطبيق البرنامج الصيفي في مطروح في 65 مسجدًا من إجمالي 7000 مسجد على مستوى الجمهورية؛ ليكون أبناؤنا في أيد أمينة، إضافة إلى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، و 5 مقارئ للأئمة ضمن 800 مقرأة على مستوى الجمهورية، و57 مقرأة للجمهور ضمن 2800 مقرأة على مستوى الجمهورية، وذلك لضمان وصول الفهم الصحيح للجميع، هذا بالإضافة إلى مراكز الثقافة الإسلامية حتى نتيح الفرصة لمن أراد أن يتعلم دينه بالشكل الصحيح، والتي يتم فيها تدريس مناهج في عمق قضايا التجديد، كما أن الوزارة تقوم بعقد مجالس إقراء متخصصة، وتكريم حفظة القرآن الكريم ضمن توجيه سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي بزيادة المكافأة المالية للحفظة، حيث ارتفع مجموع جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم إلى مليون ونصف المليون جنيه.
كما أكد وزير الأوقاف أن التسامح منهج حياة، مع ضرورة نبذ كل أنواع العنف، فنحن بحاجة إلى التسامح في كل مجالات الحياة بيعًا وشراءً وقضاءً واقتضاءً، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “دخل رجلٌ الجنةَ بسماحتِه قاضيًا ومقتضيًا”، مشيرًا إلى أحدث إصدارات الأوقاف كتاب: “المختصر الشافي في الإيمان الكافي”، وهو مختصر شافٍ ووافٍ في تحقيق معنى الإيمان الذي أرشدنا إليه الحق سبحانه وتعالى في قوله (عز وجل): “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”، وعلمنا إياه نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله الأمين جبريل (عليه السلام) عن الإيمان ، فأجابه (صلى الله عليه وسلم) بقوله: “أَنْ تُؤْمِنَ بالله ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ”، وقد نأينا به عن أي مسائل جدلية أو خلافية، وضمناه ما لا يُسْتَغْنَى عنه من أصول الإيمان، فهو كتاب يكفي الباحثين عن صحيح الإيمان دون تفلسف أو جدل أو خلافيات عقدية أو مذهبية، وهو بحق مختصرٌ شافٍ في الإيمان الكافي، يجمع ولا يفرق، ويقطع على المكفرين بغير علم أو حق طريق التكفير، فالدين فن صناعة الحياة لا الموت، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإذا تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، والدين ليس انعزالا عن الحياة، فعمارة الدنيا بالدين، ودينا دين عظيم إذا فهمناه فهمًا صحيحًا، وواجبنا أن نرد الناس إلى فهم الدين فهمًا صحيحًا.
وعن مشروع صكوك الأضاحي والإطعام فقد أكد وزير الأوقاف أن المشروع استفاد منه أكثر من مليون أسرة، وتم توزيع أكثر من 1600 طن من أجود اللحوم، ولدينا رؤية وتوجيه ومتابعة من سيادة الرئيس، وأملنا أن نضاعف هذه الكميات، وأننا نستعد من الآن لشهر رمضان.
وفي ختام اللقاء أهدى أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف معالي اللواء أ.ح/ خالد شعيب محافظ مطروح نسخة من كتاب الله (عز وجل)، مهنئًا الجميع بالعيد القومي للمحافظة والذي سطر ملحمة تاريخية مشرفة في تاريخ الوطنية وما زال، ودائما ما يؤكد سيادة الرئيس أن الدولة بكل أبنائها، والوطن لكل أبنائه ومن هو في موقع المسئولية اليوم غدًا سيصبح مواطنا عاديا، وفي الحقيقة هو مواطن عادي وأخوه مواطن وابنه مواطن، وأن اللحمة بين الجيش والشعب قديمة وقد تجلت في معركة وادي ماجد والتي شارك فيها الجيش والقبائل وأهالي مطروح، حيث إن ميزة الجيش المصري أنه ليس به مرتزقة ولا مأجورين فالجيش المصري من صميم هذا الشعب وابن لكل أفراد الشعب المصري أو قريب لأفراده فالجندي يدافع عن أهله، واللحمة بين الجيش والشعب والشرطة ليست جديدة على الشعب المصري، فحين نقول نعمل معا فإننا نكون يدا واحدة فالوطن لجميع أبنائه وهو بهم جميعًا، وعلينا أن نعمل معا كمؤسسات تنفيذية ونيابية ومسئولين ومواطنين بما فيه الصالح العام لهذا الوطن.