برئاسة أ.د/ إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر ، انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الثانية لندوة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان ” بحث آليات تجديد الخطاب الدين ” والذي أعرب فيها أ.د/ إبراهيم الهدهد عن عميق شكره وامتنانه لمعالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ووزارة الأوقاف على تنظيم هذا المنتدى المتميز .
وفي كلمته أكد السيد / عمرو موسى وزير الخارجية وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق أن دعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني جاءت من منطلق تدهور حال المسلمين، وضرورة حماية الإسلام ونشر تعاليمه السمحة في مواجهة التطرف، مما يقتضي الوعي الكامل بالظروف المحيطة بنا في المنطقة والعالم من حولنا، من هنا تأتي ضرورة تجديد الفكر حتى يتجدد الخطاب طبقًا لمقتضيات العصر، وتساءل عن إنجازات المسلمين وإسهاماتهم في علوم الحضارة الإنسانية وما قدموا للبشرية ؟!
كما نبه على ضرورة الأخذ بفقه الواقع دون الانجرار إلى الخلافات التي تعمق الهوة بين المجتمعات الإسلامية، مما يُؤدي إلى إعاقتها عن التقدم، في حين أن الأمم الأخرى تسعى جاهدةً نحو التقدم والرقيّ، وأشار إلى أهمية إعلاء قيمة الدولة الوطنية التي تُبنى على أساس الولاء الوطني، وقد جاء الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني من منطلق التوجه نحو مستقبل مشرق ومجتمع متقدم في المجالات المختلفة، مما يحتم علينا مُشاركة العالم انجازاته في مجالات الحياة المختلفة، والعمل على رفاهية المجتمع، داعيًا إلى إصدار بيان إدانة لما يحدث لمسلمي ” ميانمار ” من ذبح وسفك للدماء، واختتم بقوله: ” فلنجدد خطابنا، ولنعش زماننا، وليكن هدفنا الحقيقي أن يكون القرن 21 قرننا.
كما أشار أ.د/ جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية – في كلمته – إلى أن تجديد الخطاب الإعلامي من خلال عمل ميثاق شرف إعلامي أصبح ضرورة ملحة وحتمية لإصلاح المجتمع، داعيًا إلى تفعيل المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تُقر الحريات دون المساس بالآخرين أو التعدي على أعراضهم مع عدم الإضرار بالأمن القومي أو المساس بسيادة الدولة.
من جانبه ثمن أ.د. جابر نصار رئيس جامعة القاهرة جهود معالي وزير الأوقاف لتجديد الخطاب الديني ووضع وثيقة وطنية له، داعيًا إلى تصحيح التدين الذي يستقيم مع صحيح الدين بعيدًا عن التشدد، فقد جعل الله الدين لسعادة البشر وضمان استمرار حياته، فالخطاب الديني لابد أن يكون باعثًا على التقدم والرقي كما ينبغي أن يكون متوازنًا معتدلاً؛ ليكون قادرًا على مواجهة التطرف والغلو من ناحية، وكل الفساد والإلحاد من ناحية أخرى، كما أشار إلى ضرورة النهوض بالداعية الناقل للخطاب الديني مراعاةً لظروف المتلقي لهذا الخطاب في ظل تعاليم الإسلام السمح المعتدل.
وفي سياق متصل أكد الإعلامي الكبير / أسامة كمال، أن التعليم له دور أساسي ورئيسي في تهيئة المتلقي للخطاب الديني، وهذا يُعوّل عليه كثيرًا، كما أشار إلى أهمية الخلق في حياة المسلم باعتباره الأساس في بناء شخصية المسلم ، وركن من أركان تجديد الخطاب الدين، فلابد من نشر القيم الأخلاقية في مواجهة الدعوات الهدامة ونبذ الغرور.
كما أعرب أ.د/ محمد سالم أبو عاص عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر عن شكره وامتنانه لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لعقد المنتدى في هذا التوقيت، مُشيدًا بنخبة العلماء والمثقفين والمبدعين الذين شاركوا في فعاليات جلسات المنتدى، وركز على أن يكون تجديد الخطاب من خلال المقاصد الشرعية، لا المآرب السياسية، مؤكدًا على أهمية مواكبة الخطاب للعصر، وحذر من الخطاب المنفلت الذي لا يراعي الضوابط ويتعرض للثوابت.
من جانبها حذرت أ.د / آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر من التمذهب والتشرذم والعصبية، وجعل النصوص آلية للأهواء الشخصية، وخطورة توظيف الدين لصالح السياسة، وطالبت الأمة بضرورة الاعتصام بحبل الله بدلاً من الفُرقة، مُشيرةً إلى أن الإسلام دين الرحمة، داعيةً إلى استيعاب أدوات الحضارة الحديثة في سبيل النهوض بالمجتمعات الإسلامية.