*:*الأخبار

فعاليات الجلسة العلمية الأولى

58

         برئاسة أ.د/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا والذي أكد على أن تجديد الخطاب الديني لا يعني نسف التراث ولكن يعني إنزال التشريع على القضايا المعاصرة ، وتلك هي المهمة التي نطرحها في الندوة.

         وأشار أ.د/ عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر في كلمته إلى أننا في حاجة إلى تجديد الخطاب بكل معانيه وآلياته، ويقوم التجديد على داعية ملم بقضايا الزمان والمكان بشرط أن يكون انتماؤه لله ورسوله ولوطنه لا للشرق ولا للغرب ، واصفًا خطاب الداعية بأنه ينطلق من فقه المقاصد الشرعية، إضافة إلى إدراك فقه الواقع، مضافًا إليها حفظ العقل والمال والنفس ولا يكون ذلك إلا من خلال حفظ الوطن، مع ضرورة تحقيق الأمن والرفاهية للمجتمع.

        وفي كلمته بيّن أ.د / مصطفى الفقي المفكر السياسي أن الخطاب الديني لن يجدد إلا في إطار حفظ الثوابت، وأننا في حاجة ملحة إلى تجديد الخطاب العقلي والفكري ، وأننا يجب أن نعمل على تنقية الخطاب مما شابه من أفكار دخيلة ومحاولات لَيِ الذراع، وتصوير الإسلام على غير صورته الحقيقية، مع كون هذا الخطاب يُساير العصر، فالدنيا تتغير والعالم يتحول، مما يعني ضرورة فتح باب الاجتهاد والتجديد والتفكير.

         كما أشار أ.د/ طه أبو كريشه في كلمته إلى أن أهم آليات تجديد الخطاب الديني تتمثل في القائم بالخطاب الديني لابد أن يؤهل تأهيلاً علميًّا مناسبًا، فلابد من إعادة النظر في المستوى العلمي لمن يقوم بالخطاب الديني، كما تتمثل في آلية محتوى الخطاب بالمادة العلمية التي تصنع منه عالمًا قادرًا على توصيل الخطاب الديني السمح، مستوعبًا لواقع العصر والمستجدات، معتبرًا الجمهور والمتلقي آليةً ضرورية من آليات تجديد الخطاب الديني، مع الوضع في الاعتبار اختلاف الخلفية الثقافية والاجتماعية لدى هذا الجمهور، مضيفًا إلى ذلك ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة للخروج بوثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني، ومضافًا إليها تجديد الخطاب الإعلامي، والسياسي، والاجتماعي، والفكري، والعلمي، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الالتزام بالمنهج القرآني.

        من جانبه دعا أ.د / سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة إلى تفعيل دور المؤسسات لتجديد الخطاب الديني ، والوقوف في وجه الدعوات الهدامة والواهية التي لا أساس لها، مع اعتبار الخطاب الديني الوسطي المعتدل القائم على تعاليم الإسلام السمح ومقاصد الشريعة، مُستنكرًا الخطاب المتشدد الذي يُسيئ للإسلام، ويُظهره بغير صورته السمحة، كما أشار إلى ضرورة تكاتف المؤسسات الثقافية والمجتمعية مع المؤسسات الدينية للخروج بوثيقة وطنية لتجديد الخطاب الديني.

        كما أكد الفنان / محمد صبحي صاحب  مبادرة ” معًا في حب مصر ”  أن تجديد الخطاب الديني ليس كافيًا بل  لابد من مراعاة البعد الإنساني والمجتمعي  من خلال محاربة الفقر والجهل، فعندنا عدد كبير من السكان في عشوائيات وما في حكمها يحتاج إلى خطاب يصل إليهم ويراعي ظروفهم الفكرية والمجتمعية ،مضيفًا إلى أن المشكلة الحقيقية في التعليم الذي لابد من إصلاحه بمختلف مراحله ، مختتمًا حديثه بأنه لابد من التكاتف بين الدين والتعليم والثقافة والفن ، فبدون هؤلاء أنت تبني خطاب ديني ثم يهدم.

         ومن جهته دعا أ.د/ عبدالله المغازي استاذ القانون الدستوري ومستشار رئيس الوزراء إلى نشر المنهج الوسطي المعتدل ، وتجديد الخطاب الديني يحتاج إلى مناهج دون التعرض للثوابت الدينية داعيًا الإعلام إلى البناء ،كما أشار إلى أنه لابد أن يتواكب مع الخطاب الديني خطاب سياسي يكون عليه صناعة الأمل ، مبينًا قيمة العدل المجتمعي لتجديد الخطاب الديني ،مختتمًا حديثه بأنه لابد من التربية على المبادئ والأخلاق فلا يكفي العلم بغير خلق ، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه مشروع ” صناعة الإنسان ” .

60 63 65 68 70 72 57 79 75 78

 

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى