أرسل الدكتور / محمد البشاري عميد معهد ابن سيناء للعلوم الإنسانية بمدينة (ليل) بفرنسا برقية يشيد فيها بمجهودات وزير الأوقاف المصري أ.د/ محمد مختار جمعة وتعاونه لتصحيح صورة الإسلام في عين الغرب .
كما أعرب الدكتور / محمد البشاري عن امتنانه بالدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف , واصفًا إياها بكيان الوسطية وحبلها المتين في العالم الإسلامي ؛ لما تبذله من دعم لمسلمي العالم وخاصة في مجتمع الأقليات , مطالبًا وزير الأوقاف بترشيح مدرسًا من وزارة الأوقاف المصرية ليقوم بتدريس العلوم الإسلامية باللغة الفرنسية لطلبة المعهد .
ومما جاء بخطابة ننقل :
معالي السيد الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمة وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية – حفظه الله
تحية طيبة مباركة من عند الله ، وبعد :
نزجي إليكم أسمى آيات التقدير لدور فضيلتكم في نشر وسطية الإسلام والعمل على النهوض بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة داخل مصر وخارجها , ولا غروّ فعلماء الأوقاف بمصر هم في الوقت ذاته علماء الأزهر وعلماء الأمة الإسلامية ، كما نحي جهودكم الكريمة في محاربة الأفكار الهدامة والفكر المتشدد والمتطرف التي عانت وتعاني منه الشعوب الإسلامية في المنطقة العربية , ولكن الأقليات المسلمة بالخارج معاناتها من ذلك أشد لا سيما هذا الجو الفصامي بين ثقافة إنسانية عالمية رقيقة ورفيعة ومتعددة ، وثقافة متشددة تحول بين المسلم والاندماج في المجتمعات الغربية الأوربية على وجه التحديد , ونظرًا للخير الذي لاحت بوادره منذ تولي سيادتكم هذا الموقع الخطير في حياة الأمة كلها .
باعتبار الأزهر ومؤسساته منارة العلم الشرعي الصحيح وتلك الثورة التي تقودون حركتها لتجديد الخطاب الديني انطلاقًا من استشعاركم للمسؤولية واتساقًا مع توجيهات السيد رئيس جمهورية مصر العربية بضرورة تجديد الفكر الديني ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب على رأس مؤسسة الأوقاف بمصر , سعينا إلى التواصل معكم آملين في التعاون المثمر والمستنير لخدمة دين الله , ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية والكائن بمدينة لييل بفرنسا هو مؤسسة تقوم على تدريس العلوم الإسلامية باللغة الفرنسية على منهج الأزهر الذي يتسم بالاعتدال المستنير والوسطية الحكيمة سيرًا على منهج العلماء المجددين من أمثال فضيلتكم .
ومن هذا المنطلق ومن أملنا في عون وزارة الأوقاف المصرية باعتبارها كيان الوسطية وحبلها المتين في العالم الإسلامي وفي إطار دعم الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لمسلمي العالم وخاصة في مجتمع الأقليات المسلمة فإننا نلتمس من سيادتكم أن تمدونا بمدرس من كلية اللغات والترجمة ممن يدرسون في شعبة الدراسات الإسلامية باللغة الفرنسية ، إذ أنه تتوفر في هذه العناصر أشياء لا تتوفر لغير الأزهري بحكم الجمع بين التراث الإسلامي دراسة وتدريسًا والثقافة العالمية دراسة ومعايشة .
من جهته وجه معالي وزير الأوقاف الإدارة العامة للعلاقات الخارجية بالوزارة بعمل اللازم تجاه دعم معهد ابن سينا بأحد العلماء المتخصصين في العلوم الشرعية ممن يجيدون اللغة الفرنسية ، وتزويد المعهد ببعض مطبوعات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية باللغة الفرنسية .