خلال الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين الدكتور/ سالم بن هلال الخروصي: أكاديمية الأوقاف الدولية أدت إلى تنامي مستوى الأئمة والواعظات الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي: المنصات الرقمية تعاني من الفوضى في فتاوى غير المتخصصين الأستاذ الدكتور/ محسن محمد أحمد علي: التحول الرقمي أهم سمات واقعنا المعاصر لتلبية احتياجات المجتمع الدكتور/ خالد رزق السيد تقي الدين: الشريعة الإسلامية نظمت للإنسان حياته العامة والخاصة تنظيمًا دقيقًا الأستاذ الدكتور/ أحمد جمعة المهدي: ما أحوجنا إلى الاجتهاد الذي يقوم على النظر في المالآت والمقاصد الواعظة/ وفاء عبد السلام عبد السلام: قضية الثابت والمتغير من أهم القضايا التي يجب الوقوف عندها ببصيرة وأناة وتمييز دقيق
خلال الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين
الدكتور/ سالم بن هلال الخروصي:
أكاديمية الأوقاف الدولية أدت إلى تنامي مستوى الأئمة والواعظات
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي:
المنصات الرقمية تعاني من الفوضى في فتاوى غير المتخصصين
الأستاذ الدكتور/ محسن محمد أحمد علي:
التحول الرقمي أهم سمات واقعنا المعاصر لتلبية احتياجات المجتمع
الدكتور/ خالد رزق السيد تقي الدين:
الشريعة الإسلامية نظمت للإنسان حياته العامة والخاصة تنظيمًا دقيقًا
الأستاذ الدكتور/ أحمد جمعة المهدي:
ما أحوجنا إلى الاجتهاد الذي يقوم على النظر في المالآت والمقاصد
الواعظة/ وفاء عبد السلام عبد السلام:
قضية الثابت والمتغير من أهم القضايا التي يجب الوقوف عندها ببصيرة وأناة وتمييز دقيق
عُقدت الجلسة العلمية الرابعة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين برئاسة الدكتور/ سالم بن هلال الخروصي مستشار الوعظ والإرشاد بسلطنة عمان، وتحدث فيها كل من: الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور/ محسن محمد أحمد علي كلية دار العلوم جامعة الفيوم، الشيخ/ خالد رزق السيد تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للأئمة للشئون الإسلامية بالبرازيل، والأستاذ الدكتور/ أحمد جمعة المهدي أستاذ مساعد طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة الأزهر، والواعظة/ وفاء عبد السلام عبد السلام واعظة بوزارة الأوقاف المصرية.
وفي بداية الجلسة قدم الدكتور/ سالم بن هلال الخروصي الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على جهوده العالمية في خدمة الإسلام والمسلمين، مشيدًا بأكاديمية الأوقاف الدولية التي أدت إلى تنامي مستوى الأئمة والواعظات، وكذلك شهدت علاقات متنامية مع الوزارات المعنية في العالمين العربي والإسلامي وعلى مستوى البحث العلمي.
وفي كلمته قدم الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الدايم الجندي الشكر للأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وللسادة الحضور على هذا المؤتمر، محذرًا من أولئك الذين يقبعون خلف الشبكة العنكبوتية يبثون سمومهم وأباطيلهم ويطمسون بفتياهم نور الهدى، مشيرًا إلى أن المنصات الرقمية تعاني من الفوضى خاصة تلك الفتاوى التي ترتبط بالعقيدة وغير ذلك من الفتاوى التي تمس حياة الإنسان الشخصية والاجتماعية، مؤكدًا أن المسلم يجب أن يرجع إلى أهل الاختصاص في الفتوى ليبينوا له صحيح الدين الذي يتسق مع مستجدات العصر وتغير الزمان والمكان، وما من شك أن استعمال الشبكة العنكبوتية كمصدر لفتاوى المتفيهقين كارثة عظمى تخترق جدران البيوت، بل تخترق عظام الرأس وأسوار القلب فالإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع.
وفي كلمته أكد الأستاذ الدكتور/ محسن محمد أحمد أن إقامة المؤتمر على ضفاف النيل في مصر أم الدنيا برئاسة أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وتحت رعاية السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية أمر يدعو للفخر، موضحًا أن التطورات المهمة التي حدثت في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي تقنيات الحاسوب والاتصالات الحديثة، وتوسعها وسرعة انتشارها، جعلت التحول الرقمي أهم سمات واقعنا المعاصر لتلبية احتياجات المجتمع، وقد تنبه الجميع إلى أهمية هذا التحول الرقمي فاستخدمته الجماعات الضالة والمنحرفة محاولين زعزعة الأمن والاستقرار بنشر الشبهات والأباطيل، مع كثرة القضايا المستحدثة من التحول الرقمي والتي تحتاج إلى بذل جهد العلماء فيها، ويواجهها الفقهاء والباحثون في العلوم الشرعية في عصرنا الحاضر، وهو تحدٍّ لقدرات مجتهدينا وعلمائنا وباحثينا على إظهار وتطبيق التكيف والمرونة والوسطية في الأحكام الشرعية لما يُستجد من قضايا، مما يستدعي ضرورة تطوير المقررات الدراسية لتتناسب مع متطلبات العصر والإفادة من وسائل التحول الرقمي وخاصة لطالب العلم الشرعي، فلا بد من النقلة النوعية لمناهج العلوم الشرعية ووسائل وطرق تدريسها وفقا للاتجاهات التربوية الحديثة حرصا على تنمية قدرات المتخصصين في العلوم الشرعية والرفع من كفاءتهم ووعيهم بقضايا عصرهم وقدرتهم على التكيف مع لحاضر ولمستقبل والنفع لدينهم ومجتمعاتهم، لتحقيق ضمان الجودة الشاملة بما يواكب متطلبات العصر مع الحفاظ على المقاصد الشرعية والضوابط الشرعية .
وفي كلمته قدم الدكتور/ خالد رزق السيد تقي الدين الشكر والتقدير لفخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعايته ودعمه لهذا المؤتمر، كما قدم الشكر للأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف سائلًا الله (عز وجل) أن يوفقه في مسيرة الحق والعلم والنور والذي تحيا وزارة الأوقاف في عهده فعالية شهد لها القاصي والداني والتي امتدت روافدها داخل مصر وخارجها لتنشر وسطية الإسلام وسماحته ونوره، ولتظل مصر واحة للعلم والعلماء بأزهرها وأوقافها وإفتائها، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية جاءت خاتمة للشرائع السماوية شاملة، تامة، كاملة، منزّهة عن النقص والتناقض، فنظمت للإنسان حياته العامة والخاصة تنظيمًا دقيقًا، وأوضحت له الحلال والحرام في مأكله ومشربه ولباسه من غير جمود ولا تعسّف، وأبانت للإنسان فلسفة تحليل الطيبات وتحريم الخبائث ليُقبِل على أحكامها قانعًا مختارًا، مشيرًا إلى أنه ومع تنامي احتياجات البشـرية لمزيد من الطعـام والشراب، وعجز الطرق التقليدية لمواكبة هذا التطور، وانفتاح الباب أمام طرق حديثة لإنتاج الغذاء كان لزامًا على علماء المسلمين الاجتهاد لدراسة هذه الطرق الحديثة بما يضمن تلبية حاجات البشرية ويتوافق مع أصول الشريعة الإسلامية.
وفي كلمته أكد الأستاذ الدكتور/ أحمد جمعة المهدي خالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعايته لهذا المؤتمر، كما قدم الشكر للأستاذ الدكتور / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على مجهوده البالغ في النهوض بالخطاب الديني حتى يواكب المتغيرات الحديثة، مبينًا أن الله (عز وجل) خلق الإنسان وكرمه وفضله على سائر المخلوقات وارتضاه لأن يكون خليفته في الأرض، ولذلك حرص الإسلام على المحافظة على حياة الإنسان وعدم الإضرار بها، وأقرت الوسائل التي تضمن حياة الإنسان واستقراره، ومن الوسائل الطبية التي ثبت جدواها في العلاج والدواء والشفاء ونقل الأعضاء سواء من الحي للحي أو من الميت الذي تحقق موته للحي وفق شروط معينة تبعد هذه العملية من نطاق التلاعب بحياة الإنسان، بل يكون المقصد منها التعاون على البر والتقوى وتخفيف آلام البشر.
مؤكدًا أن الحاجة إلى الاجتهاد في عصرنا أصبحت ماسة؛ وذلك لكثرة الأحداث والوقائع الجديدة التي لم يعرفها السابقون، بل لم تكن في تصورهم، ويعظم الأمر إذا كان الاجتهاد في المجال الطبي؛ حيث المحافظة على النفس البشرية.
وخلال كلمتها وجهت الواعظة/ وفاء عبد السلام الشكر لسيادة الرئيس/ عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية على رعايته للمؤتمر ولمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على اختيار موضوع المؤتمر لما له من أهمية كبرى في عالمنا المعاصر، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية قد أولت شئون المرأة اهتمامًا خاصًّا، واعتنت بالمرأة في كل شئون حياتها، حيث اهتمت بها في الحضر كما اهتمت بها في السفر.
موضحة أن قضية الثابت والمتغير من أهم القضايا التي يجب الوقوف عندها ببصيرة وأناة وتمييز دقيق، فالنص المقدس ثابت، والشروح والحواشي والآراء التي كُتبت أو قيلت حول النص اجتهادات تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص والمستفتي، وبعض الفتاوى قد ناسبت عصرها وزمانها أو مكانها، أو أحوال المستفتين وما كان راجحًا في عصر وفق ما اقتضته المصلحة في ذلك العصر، قد يكون مرجوحًا في عصر آخر إذا تغيرت ظروف هذا العصر وتغير وجه المصلحة فيه، موضحة أن المُفْتَى به في عصر معين، وفي بيئة معينة، وفي ظل ظروف معينة، قد يصبح غيره أولى منه في الإفتاء به إذا تغيّر العصر، أو تغيّرت البيئة، أو تغيّرت الظروف، ما دام ذلك كله في ضوء الدليل الشرعي المعتبر، والمقاصد العامة للشريعة، إضافة إلى إجماع جمهور الأصوليين والفقهاء على حجية القياس لمواكبة الأمور الحادثة والطارئة والمستجدة، ليكون إحدى أهم أدوات المفتي والمجتهد والمجدد في معالجة القضايا العصرية والمستجدة دون جمود أو انغلاق.