الجلسة العلمية الثانية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين
خلال الجلسة العلمية الثانية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين
أ.د/ أسامة العبد:
الشريعة الإسلامية تحمل الهداية والخير للبشرية جمعاء
أ.د/ سيف رجب قزامل:
الاجتهاد لا غنى عنه في واقعنا المعاصر
الشيخ/ السيد علي بن السيد عبد الرحمن آل هاشم:
الاجتهاد ليس لكل أحد بل لابد من أهل الاختصاص
الدكتور/ هاني تمام:
الاجتهاد طوق النجاة في الأمور المستجدة والمسائل المستحدثة
الدكتور/ محمد سليم الندوي:
من لم يتجدد يتبدد ومن لم يتطور يتدهور
الدكتور/ محمد البشاري:
الحاجة إلى الاجتهاد اليوم أهم من أي وقت مضى
عُقدت الجلسة العلمية الثانية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين برئاسة الأستاذ الدكتور/ أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق وأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، وعضوية كل من: الأستاذ الدكتور/ سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة والقانون السابق بطنطا جامعة الأزهر، والشيخ/السيد علي بن السيد عبد الرحمن آل هاشم مستشار الشئون القضائية والدينية بدولة الإمارات، والدكتور/محمد سليم الندوي أمين عام منتدى الهند الإسلامي للوسطية والحوار الهند، والدكتور/ هاني تمام أستاذ مساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر.
وفي بداية الجلسة قدم الدكتور/ أسامة العبد الشكر للسيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية راعي هذا المؤتمر وكل المؤتمرات الداعية إلى الوسطية والاعتدال، ولكل العلماء الذين لبوا النداء من أجل ضرورة الاجتهاد وشاركوا في هذا المؤتمر المتميز الذي نحتاج إليه.
موضحًا أن الشريعة الاسلامية تحمل الهداية والخير للبشرية جمعاء وأن الله (عز وجل) قد خصها بالعموم والخلود والشمول والكمال قال تعالى: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”، ومن هنا وجب على العلماء التعامل مع النوازل والمستجدات بالاجتهاد والذي هو ضرورة من ضروريات العمل العلمي التي يتعامل بها الفقيه مع النصوص الشرعية، لمواجهة التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية، موضحًا أن العصر قد شمل تطورات كبيرة في كافة المجالات مما استدعى بذل الجهد للوصول إلى الحكم الشرعي فالحاجة إلى الاجتهاد لازمة، ووجوده ضرورة في كل عصر وزمان.
وفي كلمته أكد أ.د/ سيف رجب قزامل أن الاجتهاد نادى به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهذا ما سار عليه علماء الأمة، فالاجتهاد لا غنى عنه في واقعنا المعاصر، ومن هنا يأتي دور العلماء في ضرورة الاجتهاد والنظر، مبينًا أن شروط الاجتهاد المطلق من بينها أن يكون المجتهد عالما حافظا للقران الكريم، عالمًا بأسباب النزول وأصول الأحكام، وغير ذلك من الشروط الواجب توافرها في الاجتهاد المطلق التي توافق عليها علماء الأمة المخلصين، ولكن هل يصح أن نجزء الاجتهاد؟ فيرى بعض العلماء من أنه يجوز أن نجزء الاجتهاد واستدلوا بإفراد النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض الصحابة الكرام ببعض المزايا، كما أشار إلى أهمية التواصل بين المجامع الفقهية لتكون على كلمة سواء.
وفي كلمته أعرب الشيخ/ السيد علي بن السيد عبد الرحمن آل هاشم عن سعادته للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، ناقلًا تحيات صاحب السمو الشيخ/ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مرفوعة إلى السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وللأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على جهوده المباركة لإنجاح هذا المؤتمر، والذي يُعتبر مؤتمر العصر، مشيرًا إلى أن موضوع هذا المؤتمر من الأهمية بمكان لأن الاجتهاد هو توقيع عن الله (عز وجل) وليس لكل أحد أن يُدلي بدلوه فيه، بل لابد من أهل الاختصاص، مشيرًا إلى أن طلب العلم من فروض الكفاية، وقد تكرر ذكر لفظة “الفقه” في 20 موضعًا من القرآن الكريم والذي يعني في أكثر المواضع دقة الفهم والتعمق في معرفة الغايات البعيدة، والنهي عن التقليد، وقد جاء في القرآن نصوص موضحة للحكم وترك بعضها للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأبان النبي (صلى الله عليه وسلم) بعضها وترك بعضها للعلماء بعده ليوضحوا حكمها حسب أحوال المجتمع وحسب ظروفه بما يتناسب مع حاجات المجتمع.
وفي كلمته قدم الدكتور/ هاني تمام الشكر لفخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي على رعايته لهذا المؤتمر بما يؤكد مدى رعاية سيادته للمؤسسات الدينية واهتمامه بقضايا العصر، ويبرز قضية الاجتهاد التي تعد من أهم القضايا التي نحتاجها في ظل التقدم والتطور الدائم لهذا العصر وكثرة الأمور المستجدة بما يتوافق مع مقاصد الشرع الشريف ومصالح البلاد والعباد، مبينا أن الله تعالى صبغ الشريعة الغراء بالمرونة واليسر وهذه نعمة من الله (عز وجل) وقد فتح الله للناس باب الاجتهاد في كل زمان ومكان لكل المستجدات لعلماء هذه الأمة، وكان الاجتهاد ولا يزال هو طوق النجاة في الأمور المستجدة والمسائل المستحدثة وهذا أمر قائم في كل عصر، ولا يملك هذا الطوق إلا صاحب العقل المستنير الذي يملك أدوات الاجتهاد، لاستخراج درر الشرع الشريف ولولا الاجتهاد لجمد عقل الإنسان ولصار عاجزًا في مواجهة كثير من الأمور التي تواجه حياته لذلك صار الاجتهاد مظهرًا من مظاهر اليسر الذي تمثله الشريعة الغراء.
موضحًا أن من تجرأ على الاجتهاد دون توافر شروطه فيه فقد ضل وأضل، وأن الله (تبارك وتعالى) قد فتح أمام العلماء والمجتهدين طريق الفهم والعلم ليستخلصوا للعباد الأحكام التي تقرب مقصود الشرع الشريف وتتوافق مع مصالحهم وواقعهم.
وفي كلمته قدم الدكتور/ محمد سليم الندوي الشكر للسيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي على رعايته لهذا الملتقى العظيم، ولمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الوزير الفعال المجتهد النشيط المتحرك، هذا الملتقى التاريخي عظيم الشأن لتزامنه مع شهر ميلاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع ما اختص بمكان إقامته حيث أقيم بمصر، مع تميزه أيضًا بموضوعه الحساس الدقيق حول الاجتهاد الذي يمتد من بداية الإسلام ويستمر حتى يوم القيامة.
مؤكدًا أن من لم يتجدد يتبدد، ومن لم يتطور يتدهور، وأن هذا المؤتمر قد جمع العلماء من أقصى الدنيا إلى أقصاها في مرحلة حرجة ووسط تحديات كبيرة وأزمات جبارة اقتصاديًا واجتماعيًا وأخلاقيًا، ومن هنا وجب النهوض بالتجديد للأمة وفق منهجية شاملة واستراتيجية لتكون حلولنا مستلهمة من الوحيين الكتاب والسنة، حيث إن من أهم مزايا الشريعة صلاحيتها لكل زمان ومكان ومواكبة الأحداث في كل زمان ومكان، وأن الاجتهاد متاح ومعمول به لمواكبة التطورات الحياتية ومسايرة الزمان، وأن الاجتهاد إنما يكون في النصوص الظنية أو التي لم يرد فيها حكم وليست النصوص القطعية.
وفي كلمته أعرب الدكتور/ محمد البشاري عن شكره لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة لهذه الدعوة الكريمة، مؤكدًا أن الحاجة إلى الاجتهاد اليوم أهم من أي وقت مضى، ولابد من مناقشة القضايا التي نحن في حاجة ماسة إلى معالجتها والوصول إلى رأي رشيد فيها، مشيرًا إلى أن هناك إشكالية في الأفهام التي تنتج عن النصوص الشرعية ومدى تراكم الأزمان عليها، وما ينبغي تعميم حكم مجتهد فيه وجعلها نص قطعي، وهذا ما يواجه أمتنا أن نجعل الحكم الظني مقام الحكم القطعي، فالمجتهد ربما أخطأ وربما أصاب.