وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية يشيد بموضوع المؤتمر ويؤكد : الاجتهاد ضرورة من ضرورات هذا العصر لاستقامة الحياة وديمومتها ونحن في حاجة إلى رصد حركة الاجتهاد المعاصر ومعرفة الصحيح منها من الخاطئ
وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية يشيد بموضوع المؤتمر
ويؤكد :
الاجتهاد ضرورة من ضرورات هذا العصر لاستقامة الحياة وديمومتها
ونحن في حاجة إلى رصد حركة الاجتهاد المعاصر ومعرفة الصحيح منها من الخاطئ
**************
في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين تحت عنوان: “الاجتهاد ضرورة العصر” قدم معالي أ.د/ محمد أحمد الخلايلة وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشكر لجمهورية مصر العربية قيادة وشعبًا، مقدمًا الشكر لفخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي على رعايته لهذا المؤتمر، وعلى ما قدم لهذا البلد الطيب، مؤكدًا أن الاجتهاد ضرورة من ضرورات هذا العصر، بل هو ضرورة لاستقامة الحياة وديمومتها على الوجه الذي أراده الله (عز وجل)، حيث إن الاجتهاد الصحيح حين يستوفي شروطه ويصدر من أهله يثري الدين والشريعة فيمنحها ما يحتاجه الإنسان فيها من خير ويكون في خدمة الدين والإنسان وهو أمر لا يمكن أن ينقطع، مشيرًا إلى أن عصرنا الحاضر شهد ثلاثة تيارات من الاجتهاد: الأول تجاوز أصول الاجتهاد ومنهجيته لدى العلماء المحققين، فهذا التيار تجاوز كل ضوابط الاجتهاد إما جهلًا بأصول وقواعد الاجتهاد، حيث تصدى للاجتهاد في زماننا هذا الكثير ممن لا يملك مقومات الاجتهاد ولا يملك أدوات العلم، فخرج بفتاوى شاذة بعيدة كل البعد عن روح الشريعة ومقاصدها العامة، أو ممن انحرف بالاجتهاد ليس عن جهل وإنما قام بلي أعناق النصوص وطوع الشريعة ونصوصها وقواعدها لتوافق هواه وحزبه واتجاهه والتيار الذي ينتمي إليه أو لتوافق قناعاته الشخصية.
وهناك اتجاه آخر التزم الحرفية النصية دون الغوص في معان النصوص وسبر أغوارها والنظر في مآلاتها معتمدًا على إسقاط أقوال العلماء قديمًا على الواقع دون النظر إلى واقع الأمة ودون فهم الواجب للواقع المعاصر.
موضحًا أن من استفرغ جهده في الاجتهاد لم يعدم أجرين، فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتفقه فيه إلى معرفة حكم الله (عز وجل)، وإن إشكالية الاجتهاد اليوم أن بعض من يتصدرون للفتوى لا يعلمون حقيقة الواقع من حولهم ويعتمدون على ظواهر الأمور فقط.
مؤكدًا أن إعادة الاجتهاد إلى أصوله يكون بالاجتهاد في النوازل والحوادث المستجدة في عالمنا الإسلامي وفي إطار فهم مقاصد الشريعة الإسلامية، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بتأويل، فالشريعة عدل الله بين عباده، والاجتهاد في إطار القواعد المنضبطة ترك ثروة فقهية أصلحت زمان السابقين، وعلينا أن نأخذ ما تركه علماؤنا ونبني عليه بما يصلح حياتنا اليوم ويتفق مع واقعنا المعاصر ومستجدات العصر، وأن نبني عليه ما يصلح حياتنا وبما يتفق مع واقعنا المعاصر، وعلينا ان نأخذ اليوم بما يسمى الاجتهاد المؤسسي والاجتهاد الجماعي، مؤكدًا أننا في حاجة إلى رصد حركة الاجتهاد المعاصر ومعرفة الصحيح منها من الخاطئ، والمجتهدون موجودون في هذه الامة فهذه الأمة ولادة.