خلال ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي الثامن بمسجد عباد الرحمن بزهراء المعادي وكيل مديرية أوقاف القاهرة: الشرائع كلها أحاطت النفس البشرية بسياجات من الحفظ والرعاية وجرمت الاعتداء عليها مدير عام المساجد : الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس كل نفس وجعل حفظ النفس مقصدًا من مقاصد الشريعة
خلال ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي الثامن بمسجد عباد الرحمن بزهراء المعادي
وكيل مديرية أوقاف القاهرة:
الشرائع كلها أحاطت النفس البشرية بسياجات من الحفظ والرعاية
وجرمت الاعتداء عليها
مدير عام المساجد :
الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس كل نفس
وجعل حفظ النفس مقصدًا من مقاصد الشريعة
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي الثامن بمسجد (عباد الرحمن بزهراء المعادي) بالقاهرة اليوم الخميس 14/ 9/ 2022م تحت عنوان: “أهمية الحفاظ على النفس”، حاضر فيه الدكتور/ أسامة فخري الجندي مدير عام المساجد، والدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وقدم له الأستاذ/ رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ/ محمد إمام قارئًا، والمبتهل الشيخ/ ضياء الناظر مبتهلًا، وبحضور الدكتور/ ياسر معروف مدير إدارة المعادي، والدكتور/ عبد الله عبد الفتاح مفتش بالإدارة، والشيخ محمد السيد مفتش بالإدارة، والشيخ/ علاء صقر مفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة أن الله (عز وجل) كرم النفس البشرية وشرع لها أحكامًا تحافظ عليها، والشرائع كلها أحاطت النفس البشرية بسياجات من الحفظ والرعاية، وجرمت الاعتداء عليها، حيث جعلت للنفس وظيفة وغاية ورسالة، وحرم الله (عز وجل) الجناية عليها، حيث يقول سبحانه: “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”، وكذلك حرم الإشارة للنفس البشرية بحديدة جادًا أو هازلًا، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ، وإِنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ”، وكما حرم الإسلام الاعتداء الحسي، حرم الاعتداء المعنوي، فحرم الغيبة والنميمة، حيث يقول سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”، فأمر سبحانه بالتثبت من الأخبار حتى لا يُتهم أحد بباطل، وقال سبحانه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، مشيرًا إلى أن الإسلام كما حرم الاعتداء على الآخرين، فقد حرم أيضًا الاعتداء على النفس بالقتل، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “من قتَلَ نفسَهُ بحديدةٍ جاءَ يومَ القيامَةِ وحديدتُهُ في يدِه يتوجَّأُ بِها في بطنِهِ في نارِ جَهنَّمَ خَالدًا مخلَّدًا أبدًا، ومن قَتلَ نفسَه بسُمٍّ فَسمُّهُ في يدِه يتحسَّاهُ في نارِ جَهنَّمَ خالدًا مخلَّدًا”.
وفي كلمته أكد الدكتور/ أسامة فخري الجندي أن الله سبحانه أودع القرآن الكريم مجموعة من الضوابط لتحفظ على الإنسان حركته الحياتية، وعلينا الالتزام بما فيها، فلا ضرر ولا ضرار، كما أن مسألة حرمة الدماء من الأمور الهامة جدًّا في الشريعة الإسلامية، حيث لم يشدد الإسلام على شيءٍ مثلما شدد على حرمة الدماء وحذر منها ونهى عنها، لخطورة الاعتداء على النفس البشرية على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، مشيرًا إلى أن الإسلام دعا إلى الحفاظ على النفس كل نفس بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو الجنس، أو العرق، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: “مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا”، وقد وجهنا القرآن الكريم للحفاظ على النفس يقول الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، وقال سبحانه وتعالى: “وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، مبينا أن القاعدة الفقهية (لا ضرر ولا ضرار) تبرز السبق التشريعي للإسلام، وتجاوزه لحدود الزمان، وهذه القاعدة هي في الأصل نص حديثٍ صريحٍ عن سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم)؛ حيث قال (صلى الله عليه وسلم): “لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ ، مَنْ ضَارَّ ضَرَّهُ اللهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيْهِ”، مبينًا أن الضرر: هو إيذاء النفس بأي نوع من الأذى؛ ماديًّا كان أو معنويًّا، وأما الضرار: فهو إيقاعُ الأذى بالغير، والنفي الوارد في الحديث جاء بلا الاستغراقية، والتي تفيد تحريم سائر أنواع الضرر سواء أكان نحو النفس أو الغير.