في اليوم الثاني للأسبوع الثقافي السادس بمسجد حسن الشربتلي أ.د/ عبد الله النجار: الأسبوع الثقافي سنة حميدة سنتها وزارة الأوقاف لإثراء الحياة الفكرية بالمفاهيم الدينية الواضحة الإيمان يقوم سلوك المؤمن ولابد أن يترجم الإيمان إلى عمل د/محمود خليل: المؤمن الحقيقي لا يكون غشاشًا ولا منافقًا ولا كذابًا فالإيمان يهذب نفس صاحبه
في اليوم الثاني للأسبوع الثقافي السادس بمسجد حسن الشربتلي
أ.د/ عبد الله النجار:
الأسبوع الثقافي سنة حميدة سنتها وزارة الأوقاف لإثراء الحياة الفكرية بالمفاهيم الدينية الواضحة
الإيمان يقوم سلوك المؤمن ولابد أن يترجم الإيمان إلى عمل
د/محمود خليل:
المؤمن الحقيقي لا يكون غشاشًا ولا منافقًا ولا كذابًا
فالإيمان يهذب نفس صاحبه
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف وفي اليوم الثاني على التوالي عُقدت فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي السادس بمسجد حسن الشربتلي بالقاهرة الجديدة بمحافظة القاهرة اليوم الأحد ٢٨/ ٨/ ٢٠٢٢م تحت عنوان: “صفات المؤمنين في القرآن الكريم”، حاضر فيها أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، ود/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وقدم لها الأستاذ عماد عطية المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ/ محمد عميرة قارئًا، والمبتهل الشيخ/محمد أكمل مبتهلا، وبحضور الشيخ/ محمد الجوهري مدير إدارة القاهرة الجديدة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أشاد أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية بهذا اللقاء المبارك وبالأسبوع الثقافي مؤكدًا أنه سنة حميدة سنتها وزارة الأوقاف لإثراء الحياة الفكرية بالمفاهيم الدينية الواضحة والمستقيمة على هدي من كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، فهي حقا سنة حميدة استنهضها وزير الأوقاف المجدد بأن ارتقى بالدعوة الإسلامية من تذكير الناس بأمر ربنا سبحانه وتعالى إلى أن جعل من مضمون الدعوة رسالة يوصلها إلى المجتمع متماشيًا مع الخطاب الإسلامي الجديد لتكون الدعوة الإسلامية عن بصيرة وإدراك للواقع فجزاه الله عنا خيرًا، مؤكدًا أن الإيمان نعمة من أعظم نعم الله (عز وجل) على خلقه، إذ يقول سبحانه: “يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”، على أن الإيمان له متطلبات، إذ يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ.
وقد قرن بعض العلماء الإيمان بالصدق، فقال: الإيمان أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك، وألا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك، ليقينك بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فالمؤمن لا يمكن أن يكون كذَّابًا ولا غشَّاشًا، ولا خدَّاعًا، ولا خائنًا، ولا غدَّارًا، ولا مخلفًا للوعد، بل هو أخلاق وقيم تتحرك على الأرض وفق منهج الله وشريعته.
مشيرًا إلى أن الله تعالى قد قرن الإيمان بالسلوك والعمل، لأن الإيمان هو الذي يقوم سلوك المؤمن، ولابد أن يترجم الإيمان إلى عمل، وأول مقتضيات الإيمان هو أداء الحقوق
كما أن المؤمن سهل هين لين، يألف ويؤلف، ودود، رحيم، كريم، صادق أمين، فالإيمان ليس مجرد كلام أو مجرد اعتقاد، بل هو ما وقر في القلب، وصدقه العمل.
وفي كلمته أكد الدكتور/محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة أن المؤمن الحقيقي دائمًا ما يتعهد أمانته كما يتعهد الفلاح زراعته، والعامل صناعته، فالإيمان والوفاء بالعهد مرتبطان، يقول تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ”، يتعهدونها ويقومون عليها، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له”، موضحًا أن من صفات المؤمن الحقيقي ما ذكره الله تعالى، حيث يقول سبحانه: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، هذا هو الإيمان الحقيقي، فالمؤمن الحقيقي لا يكون غشاشًا، ولا منافقًا، ولا كذابًا، ولا خائنًا للعهد، ولا غادرًا، الإيمان الحقيقي يهذب نفس صاحبه، المؤمن الحقيقي حييّ كريم يألف ويؤلف، فالإيمان والحياء قرناء، فإن رفع أحدهما رفع الآخر، والمؤمن الحقيقي يشعر بآلام الآخرين، ويقف بجانبهم، ولا يؤذي أحدًا، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم به”، ونحن في شهر الكرم، وأيام الكرم فليأخذ قوينا بيد ضعيفنا، ويقف بعضنا بجانب بعض، ونجتهد ونعمل، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) :”وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ”، ويقول سيدنا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”، ثم وضع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعريفًا جامعًا للإيمان الحقيقي، والإسلام الحقيقي، فقال (صلى الله عليه وسلم): “المسلِمُ من سلمَ الناس من لسانِهِ ويدِهِ، والمؤمنُ من أمنَهُ النَّاسُ علَى دمائِهِم وأموالِهِم”، هكذا يجب أن نفهم الإيمان والإسلام