ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الخامس من مسجد المهند بالقاهرة الجديدة د/ أحمد علي سليمان: صنائع المعروف تقي مصارع السوء على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول الدولة المصرية العظيمة أبدعت في صناعة الخير عبر تاريخها ولا تزال الشيخ/ :يسري عزام: صنائع المعروف تحفظ صاحبها من الوقوع في النكبات والكوارث وتنفع العبد في حياته وبعد مماته
ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الخامس من مسجد المهند بالقاهرة الجديدة
د/ أحمد علي سليمان:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول
الدولة المصرية العظيمة أبدعت في صناعة الخير عبر تاريخها ولا تزال
الشيخ/ :يسري عزام:
صنائع المعروف تحفظ صاحبها من الوقوع في النكبات والكوارث
وتنفع العبد في حياته وبعد مماته
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف اختتمت فعاليات الأسبوع الثقافي الخامس من مسجد المهند بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة بمحافظة القاهرة اليوم الأربعاء 24 أغسطس 2022م، تحت عنوان: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”، حاضر فيها الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ/ يسري عزام إمام وخطيب مسجد سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) بالقاهرة، وقدم لها د/ رضا عبد السلام رئيس إذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ/ محمود غلاب قارئًا، والمبتهل الشيخ/ عبد اللطيف العزب وهدان مبتهلًا، وبحضور الشيخ/ محمد الجوهري مدير إدارة القاهرة الجديدة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أشار الدكتور/ أحمد علي سليمان إلى أن الله تعالى وصف المؤمنين الذين يصنعون الخير والمعروف في هذه الحياة بقوله: “يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً”، ويقول النبي (صلى الله وعليه وسلم): “صنائع المعروف تقي مصارع السوء”، مبينًا أن المعروف هو ما تعارف على حسنه الناس وهو ما عرف حسنه الشرع الشريف، وتقي مصار ع السوء أي تدفع عن فاعلها كل مصرع لا يحبه، وقيل بأنها تدفع عن الإنسان سوء الخاتمة.
كما بين أن صنائع المعروف مفاتيح الخير للمسلم وللأمة فهي صدقة على النفس وعلى الغير وشكر للمنعم على إنعامه، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء على مستوى الأفراد والمؤسسات والدول والحضارات، موضحًا أن الحضارة الإسلامية سباقة إلى الرحمة وصناعة الخير ولقد زكى الله أمتنا فقال سبحانه: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه”، فمقومات الخيرية لهذه الأمة هو بذل الوسع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, مؤكدًا أن الدولة المصرية العظيمة التي ذكرها الله (صراحة وكناية) في محكم التنزيل أبدعت في صناعة الخير عبر تاريخها المديد المجيد ولا تزال، فقد علَّمت العالم العلوم والفنون والآداب، ونشرت الخير في كل مكان، وتقوم دوما بحملات إغاثية لأشقائنا المكروبين، وها هي تُصدِّر للعالم كله العلم النافع، وتصدر التسامح، تصدر الأمن والأمان والإيمان، تصدر السلام والوئام في كل مكان عبر سائر مؤسساتها، مبينًا أن صنائع المعروف لها فضل عظيم ونفع عميم في الدنيا والأخرة فهي من مقومات النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة.
وفي كلمته أكد الشيخ/ يسري عزام أن صنائع المعروف تحفظ صاحبها من الوقوع في النكبات والكوارث ففي الحديث تقول السيدة خديجة (رضي الله عنها) لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فَوَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”، مبينًا أن الذي يحمل كُل هذا الخير للناس لا يخزيه الله، لن يصل الحُزن إلى قلبه، ولن يصل الخوف من الناس إلى وجدانه، سينعم في حياته وبعد موته.
كما بين أن صنائع المعروف تشمل كل ما يمكن أن يقوم به المسلم من الطاعات المختلفة التي يكون من شأنها أن ينال رضا الله (سبحانه) مشيرًا إلى أن دروب الخير كثيرة وحوائج الناس متنوعة منها إطعام جائع، وكسوة عار، عيادة مريض، وتعليم جاهل، وإنظار معسر، وإعانة عاجز، وإسعاف منقطع، تطرد عن أخيك هما، وتزيل عنه غما، تكفل يتيما، وتحقن بها دما، وتجر بها معروفا وإحسانا.
كما أكد أن الإسلام دعانا لصنع المعروف وبذله بالأقوال والأفعال قال (سبحانه) “قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ”، موضحًا أن أعظم ما ينفع العبد في حياته وبعد مماته، ويدفع عنه من السوء ما يعلمه وما لا يعلمه: بذل المعروف للناس، ومحبة الخير لهم، والإحسان إليهم، قال (صلى الله عليه وسلم): “صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ”، مختتمًا حديثه بأن صاحب المعروف لا يقع وإذا وقع وجد له متكئًا فمن أسعد الناس أسعده الله.