أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون : القرآن الكريم حافلٌ بالآيات الكونية التي تدل على طلاقة القدرة الإلهية وبديع صنع الله (عز وجل) في الخلق
أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون :
القرآن الكريم حافلٌ بالآيات الكونية التي تدل على طلاقة القدرة الإلهية وبديع صنع الله (عز وجل) في الخلق
في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة، انطلقت قافلتان دعويتان مشتركتان بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظات: (الجيزة، أسوان، البحر الأحمر)، اليوم الجمعة 19/ 8/ 2022م وتضم كل قافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: “الآيات الكونية في القرآن الكريم”.
وقد أكد علماء الأزهر والأوقاف أن المتأمل في القرآن الكريم يجده حافلًا بالآيات الكونية التي تدل على طلاقة القدرة، وكمال الحكمة، وبديع الصنعة، حيث يقول الحق سبحانه: “صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ”، فالكون كله شاهد على عظمة الخالق سبحانه ووحدانيته، وإنما ينتفع بآيات الله الكونية أهلُ العقول الراجحة والبصائر النافذة، فيزداد إيمانهم، ويعظم يقينهم، حيث يقول الحق سبحانه: “وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”، ويقول سبحانه: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
كما أوضحوا أن من آيات الله الكونية السماوات ذات الجمال والكمال، حيث يقول الحق سبحانه: “أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ”، ويقول سبحانه: “الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ”، ويقول تعالى: “وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ”، ويقول سبحانه: ويقول تعالى: “وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ”، وأن مما زيَّن الله سبحانه به السماء، تلك الشمس التي جعلها الله سراجًا وهاجًا، تدفئ الأجواء والبحار، وتسير بانتظام بديع، والقمر الذي جعله الله ضياء منيرًا، وقدَّره منازل لنعلم عدد السنين والحساب، حيث يقول الحق سبحانه: “وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”، وجعل فيها سبحانه نجومًا لنهتدي بها في الظلمات، يقول سبحانه: “وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”، وأن والمتأمل في خلق الأرض وما فيها من آيات الله يدرك تمام قدرته سبحانه وحكمته، حيث جعلها سبحانه قرارًَا لا تميل ولا تضطرب، ومهَّدها لخلقه، وسلك لهم فيها سبلًا، وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها، وجعلها ذلولًا ليمشي الناس في مناكبها ويأكلوا من رزقه سبحانه، كما أنشأ فيها سبحانه البساتين، وصنوف الطعام المختلفة التي تُسقى بماء واحد، حيث يقول سبحانه: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ”، ويقول (عز وجل): “وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”، ويقول سبحانه: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، ويقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ “، وقد أكَّد العلم الحديث كل ما جاء في النصوص الكريمة من اهتزاز جزيئات حبيبات التربة عند نزول الماء عليها، فمن الذي علم سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) ذلك قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه.
كما أكدوا أن الآيات الكونية تدل على بديع صنع الله (عز وجل) في خلق الإنسان مما يدل بدوره على وجود الخالق سبحانه وقدرته، حيث يقول الحق سبحانه: “لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ”، ويقول سبحانه: “ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ”، ويقول تعالى: “يا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ”، ويقول سبحانه: “بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ”، وخص البنان دون سواه؛ لأن في تكوين البنان وبصمة الإصبع آية من آيات الله (عز وجل) في الخلق، في عدم تماثل تكوين البنان في أي شخصين منذ أن خلق الله سبحانه الأرض ومن عليها إلى أن تقوم الساعة.