أستاذ ورئيس قسم القانون العام بجامعة الأزهر: المؤاخاة منهج اقتصادي عالج بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ضائقة مالية مؤقتة
أستاذ ورئيس قسم القانون العام بجامعة الأزهر:
المؤاخاة منهج اقتصادي
عالج بها النبي (صلى الله عليه وسلم) ضائقة مالية مؤقتة
في إطار فعاليات اليوم الأول لدورة المكونات العلمية والتثقيفية (الشرعي واللغوي) للدفعة الخامسة من الدورة المتكاملة المشتركة للأئمة والواعظات بأكاديمية الأوقاف الدولية، عُقدت المحاضرة الثانية للأستاذ الدكتور/ المأمون جبر أستاذ ورئيس قسم القانون العام بجامعة الأزهر، بعنوان: “الثقافة الاقتصادية للأئمة”.
وفيها أشاد أ.د/ المأمون جبر بوزارة الأوقاف لجهودها المتواصلة والمستمرة في التدريب والتثقيف لأئمتها وواعظاتها، مؤكدًا أن الثقافة الاقتصادية للدعاة أمر غاية في الأهمية، ومبينًا أن الأحكام الشرعية قد تتغير بتغير الزمان والمكان، وأن الداعية رأيه قرار فعليه أن يتخير كلماته، ويجب عليه أن يلم بالبعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد السياسي، مع إحاطته بمجتمع المخاطبين من حوله حتى يحدثهم بما يتوافق مع منظورهم وأحوالهم.
مشيرًا إلى أهمية الاقتصاد في بعث الأمن النفسي في نفوس المخاطبين، ولذا نبه إليه رسولنا (صلى الله عليه وسلم) في حديثه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا”، وعندما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة أرسى منهج المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وهو منهج اقتصادي عالج به النبي (صلى الله عليه وسلم) ضائقة مالية مؤقتة في بداية تأسيس الدولة، مؤكدًا أن المؤاخاة هي أعلى درجات التكافل، فديننا دين التكافل والتراحم وإذا كان الصديق وقت الضيق فالأخ مع أخيه في الضراء قبل السراء وفي العسر قبل اليسر والشدة قبل السعة، يقول الحق سبحانه: “وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، فهذا هو الإيثار ولا سيما في أوقات الشدة.