خلال فعاليات اليوم الثاني للأسبوع الثقافي الثاني رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ : دور الآباء والأمهات كبير ومؤثر وقوي وفعَّال والأسرة التي تهتم بتزكية النفس تنتج مواطنًا صالحًا يؤسس لمجتمع قوي متماسك الدكتور/ هاني تمام : من عوامل خيرية هذه الأمة الأسرة القوية المتماسكة المترابطة استقرار الأسرة يقوم على التقدير والاحترام بين الطرفين
خلال فعاليات اليوم الثاني للأسبوع الثقافي الثاني
رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ :
دور الآباء والأمهات كبير ومؤثر وقوي وفعَّال
والأسرة التي تهتم بتزكية النفس تنتج مواطنًا صالحًا يؤسس لمجتمع قوي متماسك
الدكتور/ هاني تمام :
من عوامل خيرية هذه الأمة الأسرة القوية المتماسكة المترابطة
استقرار الأسرة يقوم على التقدير والاحترام بين الطرفين
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف واستمرارًا لفعاليات الأسبوع الثقافي الثاني من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) في القاهرة، عُقد اللقاء الثاني تحت عنوان: “الأسرة ودورها في الحفاظ على استقرار المجتمع” اليوم الأحد 31 يوليو 2022م، قدم له الدكتور/ كمال نصر الدين، وحاضر فيه أ.د/ يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، ود/ هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، والقارئ الشيخ/ محمد حسن الصعيدي قارئًا، والمبتهل الشيخ/ أحمد أبو خطوة مبتهلًا، وذلك بحضور الدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته رحب أ.د/ يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ بالحضور مؤكدًا أن دور الآباء والأمهات كبير ومؤثر وقوي وفعَّال في استقرار الأسرة الصغيرة والأسرة الكبيرة المجتمع، وأن الآباء والأمهات دورهم كبير وفعال في تقدم المجتمع، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ”، فالحديث ذكر أمثلة لمن هو راع ومسئول، فالكل مسئول عما في يده من أي مسؤولية كبرت أو صغرت حتى ولو كانت مسئوليته عن نفسه في إنقاذها مما يضر بها أو يضر بغيره.
موضحًا أن استقرار الأسرة يتطلب استقرارًا معنويًّا نفسيًّا واستقرارًا ماديًّا يقول (سبحانه وتعالى ) ” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، فالأسرة المستقرة هي التي تبني لأفرادها علاقات ثلاث كبرى أولها العلاقة بالله (سبحانه وتعالى) من خلال العبادة، والعلاقة الثانية علاقة فرد الأسرة بالكون من حوله بعمارة الأرض قال تعالى: “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”، والعلاقة الثالثة علاقة فرد الأسرة بنفسه بأن يعمل على تزكيتها قال تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا” فمن دساها هو الذي أوقعها فيما يضر بها، والأسرة التي تهتم بتزكية النفس تنتج مواطنًا صالحًا يؤسس لأسرة كبيرة قوية وهي المجتمع.
وفي كلمته أكد د/ هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر أن الله تبارك وتعالى وصف أمة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالخيرية فقال: “كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” ومن عوامل خيرية هذه الأمة الأسرة القوية المتماسكة المترابطة التي يتكون منها المجتمع، فكلما ازدادت الأسرة تماسكًا كلما قوي المجتمع .
موضحا الأسس التي تؤدي إلى استقرار الأسرة المسلمة والتي تبدأ باختيار الزوجة، قد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) كيف يكون الزواج سكنًا ومودةً ورحمةً وذلك بحسن اختيار الزوجة فقال (صلى الله عليه وسلم): “تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ”، وقال (صلى الله عليه وسلم): “إذا أتاكُم من تَرضونَ خُلقهُ ودينهُ فزوّجوهُ، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ”، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) ألحق الخلق بالدين بحيث ينعكس دين الإنسان على خُلقه بأن ينفذ ما تعلمه من دينه، فلا بد من التركيز على الخلق كما يتم التركيز على الدين.
مشيرًا إلى أن من أهم خطوات إنجاح الزواج أن يعلم كل من الزوجين أن الزواج حكم شرعي يُسأل عنه بين يدي الله (عز وجل)، وأنّ معاملة الإنسان لأسرته بجميع أفرادها أيضًا حكم شرعي، مضيفًا أن استقرار الأسرة يقوم على التقدير والاحترام بين الطرفين فإذا اعتدى أحد الزوجين على الآخر بلفظ بذيء فليس من أهل الخير يقول (صلى الله عليه وسلم): “خَيرُكم خَيرُكم لأهلِه، وأنا خَيرُكم لأهلي”، فمن الضرورة بمكان تربية الأبناء على احترام الآباء والأمهات، وأن استقرار الأسرة يحتاج أيضًا إلى العطاء والبذل من كل من الزوجين للآخر فمن أهم صفات الزوج الكرم وعدم البخل يقول الله (تبارك وتعالى) في صفات أهل النار “وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ” وقال (صلى الله عليه وسلم) “دينارٌ أنفقْتَهُ في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَهُ في رقَبَةٍ، و دينارٌ تصدقْتَ بِهِ على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ، أعظمُهما أجرًا الذي أنفقْتَهُ على أهلِكَ”، مؤكدًا أن شعور كلا الزوجين بالأمن والأمان مع صاحبه سبيل استقرار الأسرة ونجاحها، فتكوين الأسرة قائم على الحقوق والواجبات.