*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

ندوة تثقيفية كبري بمعرض بورسعيد الخامس للكتاب

ندوة تثقيفية كبري بمعرض بورسعيد الخامس للكتاب

وعلماء الأوقاف يؤكدون:

الهجرة النبوية تؤكد أن حب الأوطان مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام

وتوضح معنى الصحبة الحقيقية

وتظهر مدى عناية الله بنبينا (صلى الله عليه وسلم)

وأن الأخذ بالأسباب لا يتنافى مع التوكل على الله (عز وجل)

******************

في إطار حرص وزارة الأوقاف المصرية على نشر الفكر الوسطي المستنير ومد جسور الثقافة بين جميع فئات المجتمع، وبالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، نظمت وزارة الأوقاف المصرية اليوم الجمعة 29/7/2022م ندوة تثقيفية كبري بمعرض بورسعيد الخامس للكتاب بعنوان: “قيم الهجرة النبوية” حاضر فيها الشيخ/ جمال عواد مدير مديرية أوقاف بورسعيد، والشيخ/ حازم جلال إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى بمديرية أوقاف القاهرة، والشيخ/ محمود محمد القط إمام وخطيب مسجد السلام الكبير بمديرية أوقاف بورسعيد، والشيخ/ أحمد نصر إمام وخطيب المسجد الكبير بمديرية أوقاف دمياط، وأدار الندوة الأستاذ/ مروان حماد مدير الإدارة العامة للمشروعات الثقافية والأنشطة.
وفي بداية اللقاء أكد الشيخ/ جمال عواد مدير مديرية أوقاف بورسعيد أن الهجرة النبوية المشرفة تؤكد أن حب الأوطان مبدأ أساسي من مبادئ الإسلام، حيث يقول سبحانه: “إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا” فالرسول (صلى الله عليه وسلم) حين أخرج التفت إلى مكة وقال: “يا مكة والله انك لأحب بلاد الله إلى الله ولأحب بلاد الله إليّ ولولا أن أهلك اخرجوني منك ما خرجت”، فلما نزل بالمدينة واستقر بها قال: “اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة” فلا شك أن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف، وأن الهجرة الحقيقة تكون في هجرة الذنوب والمعاصي، الهجرة من البطالة والكسل إلى العمل والإنتاج, والهجرة من الكذب والغدر والخيانة والشقاق والنفاق إلى مكارم الأخلاق، فقد انقطعت الهجرة بمعني الانتقال من وطن إلى وطن بفتح مكة, حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ”, أي لا هجرة بعد فتح مكة, ولما جاء صفوان بن أميه مهاجرًا بعد الفتح, قال له النبي (صلى الله عليه وسلم): “مَا جَاءَ بِكَ يَا أَبَا وَهْبٍ ؟ قَالَ : قِيلَ إِنَّهُ لا دِينَ لِمَنْ لَمْ يُهَاجِرْ ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ): ارْجِعْ أَبَا وَهْبٍ إِلَى أَبَاطِحِ مَكَّةَ ، فَقَرُّوا عَلَى مِلَّتِكُمْ، فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ، فَانْفِرُوا”، فقد مضت الهجرة بمعنى الانتقال من بلد إلى بلد، وبقي معناها وهو الانتقال من حال إلى حال فالمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.
وفي كلمته أكد الشيخ/ حازم جلال إمام وخطيب بمديرية أوقاف القاهرة أن هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة من أهم المناسبات الإسلامية التي تؤكد أهمية اختيار الصحبة الطيبة، حيث اختار النبي (صلى الله عليه وسلم) سيدنا أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) لصحبته في رحلة الهجرة المباركة، في وقت اشتدت فيه العداوة تجاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وقد تجلى أثر هذه الصحبة مع أثر المعية والتأييد الإلهي لحبيبنا (صلى الله عليه وسلم) في كل مراحل الهجرة, من لحظة انطلاقه (صلى الله عليه وسلم) من داره بمكة المكرمة إلى المدينة المنورة, حيث يقول الحق سبحانه تعالى: “إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”, وذلك حينما تبع المشركون النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه حتى وقفوا على مشارف الغار الذي كان فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه, فقال الصديق (رضي الله عنه) لحبيبنا (صلى الله عليه وسلم): فداك أبي وأمي يا رسول الله, لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا, فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): “يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا”، فحفظ الله (عز وجل) نبينا (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه من كل سوء ومكروه، ولم ينس النبي (صلى الله عليه وسلم) ما قدمه أبو بكر الصديق يومًا بل كان (صلى الله عليه وسلم) في أعلى درجات الوفاء لأصحابه ولأهله ولأمته كان (صلى الله عليه وسلم) يقول: “إنَّ أمنَّ النَّاس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا -غير ربِّي- لاتَّخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودَّته”، بل أبعد من هذا حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ، ومَا نفَعَنِي مَالُ أحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعِني مالُ أبي بِكْرٍ، ولَوْ كنتُ متخِذًا خَلِيلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا، أَلَا وَإِنَّ صاحبَكُمْ خليلُ اللهِ”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمود محمد القط إمام وخطيب بمديرية أوقاف بورسعيد أن عناية الله سبحانه وتعالى بنبيه (صلى الله عليه وسلم) أنجزت رحلة الهجرة بأمان وسلام، وحفظت النبي (صلى الله عليه وسلم) من المخاطر الكثيرة التي كادها له المشركون، واختتم الشيخ/ أحمد نصر إمام وخطيب بمديرية أوقاف دمياط الندوة بتوضيح أهمية الأخذ بالأسباب مؤكدًا أن الأخذ بالأسباب المشروعة لا ينافي التوكل على الله (عز وجل)، حيث إن النبي (صلى الله عليه وسلم) أخذ بكل الأسباب المشروعة من أجل الوصول برحلة الهجرة النبوية إلى بر الأمان، حيث جمع نبينا بين توكله على الله (عز وجل) وأخذه بجميع الأسباب، فنراه (صلى الله عليه وسلم) يتخذ من الأسباب ما يعد أنموذجًا لحسن التوكل وفهمه فهمًا دقيقًا، وبما يؤكد أنه لا تناقض بين الأمرين بل إن حسن التوكل يقتضي حسن الأخذ بالأسباب، ففي هذه الرحلة المباركة جهز النبي (صلى الله عليه وسلم) راحلتين واختار الصاحب والدليل والطريق بكل دقة وعناية، وكلف الإمام عليًّا (رضي الله عنه) أن ينام مكانه ليلة الهجرة وكلف عامر بن فهيرة (رضي الله عنه) بتتبع آثاره وآثار صاحبه للعمل على إخفائها أخذًا بالأسباب، وهو يدرك غاية الإدراك أن الله كفيل به وبصاحبه، غير أنه (صلى الله عليه وسلم) قد أراد أن يعطينا درسًا عمليًا أن سنة الله تعالى في كونه تقتضي الأخذ بالأسباب ثم تفويض النتائج لله (عز وجل).
اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى