في اليوم الرابع للأسبوع الثقافي الأول بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) رئيس القطاع الديني: ديننا اهتمَّ بالبيئة قولًا وعملًا ونهى عن الإفساد في الأرض بكل أنواعه إمام مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه): الحفاظ على البيئة منهج طبقه النبي (صلى الله عليه وسلم) في حياته
في اليوم الرابع للأسبوع الثقافي الأول بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه)
رئيس القطاع الديني:
ديننا اهتمَّ بالبيئة قولًا وعملًا
ونهى عن الإفساد في الأرض بكل أنواعه
إمام مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه):
الحفاظ على البيئة منهج طبقه النبي (صلى الله عليه وسلم) في حياته
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف عقد اللقاء الرابع من فعاليات الأسبوع الثقافي الأول من مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) في القاهرة مساء اليوم الثلاثاء 26يوليو 2022م، تحت عنوان: “الحفاظ على البيئة مطلب شرعي ووطني وإنساني”، قدم له الدكتور/ حسن مدني رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، وكان قارئًا القارئ الشيخ/ ماهر عبد النبي فرماوي، ومتحدثًا الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والشيخ/ أيمن منصور إمام مسجد الإمام الحسين، ومبتهلًا المبتهل الشيخ/ عبد الله محمد محمود بدران، وذلك بحضور الدكتور/ خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور/ سعيد حامد مبروك مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من روادالمسجد.
وفي كلمته أكد الدكتور/ هشام عبد العزيز علي أن ديننا الإسلامي الحنيف اهتمَّ بموضوع البيئة قولًا وعملًا، ونظريًّا وواقعيًّا، فقد حثنا القرآن الكريم على حماية البيئة والمحافظة عليها، وأمرنا الله (سبحانه وتعالى) بالتعامل مع البيئة على أنها ملكية عامة يتوجب على المسلم المحافظة على مكوناتها وثرواتها ومواردها، قال (سبحانه): “كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ” وكذلك جاءت السنة النبوية بالحثّ على المحافظة على البيئة وعدم الإضرار بها بأي شكل من الأشكال، فالضرر منهي عنه في جميع صوره، وقد أمر النبي (صلّى الله عليه وسلم) بإماطة الأذى عن الطريق والأذى يشمل جميع الأنواع، قال (صلى الله عليه وسلم): “الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ – أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ – شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ”، وجعل من حقوق الطريق كفّ الأذى، قال (صلى الله عليه وسلم): “لقد رأيت رجلا يَتَقَلَّبُ في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين”، وكذلك عمارة المساجد والمحافظة على نظافتها والاعتناء بها، ففي الحديث: “فَقَدَ النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً سوداء كانت تلتقط الخِرَق والعيدان من المسجد، فقال: أين فلانة؟، قالوا: ماتت، قال: أفلا آذنتموني؟!، قالوا: ماتت مِن الليل ودُفنتْ؛ فكرِهنا أن نوقظك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها، فصلى عليها وقال: إذا مات أحد من المسلمين، فلا تدَعُوا أن تُؤذِنوني”.
مختتمًا حديثه بأن الإسلام حرص على قيام الإنسان بعمارة الأرض، والسعي في ذلك باجتهاد ونشاط، والتعاون على البر والتقوى، والابتعاد عن إفساد الأرض في تربتها ومائها وهوائها والكون بكل ما فيه.
وفي كلمته أكد الشيخ /أيمن منصور أن الإسلام دين تعاون وتعارف، دين صالح لكل زمان ومكان، فديننا يأمرنا أن نحافظ على البيئة التى نعيش فيها فكل ما يعيننا على الحياة هو بيئتنا، وقد ذكرنا ربنا (سبحانه) بهذه النعم فقال (سبحانه ): “هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُون”، موضحًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهانا في أحاديث كثيرة عن الإفساد في الأرض أو تلويثها، ومن ذلك أنه حرم التبول أو التغوط في الطرقات، والأماكن العامة التي يرتادها الناس، ويجلسون فيها، ونهى عن البول في الماء الراكد الذي لا يجري قال (صلى الله عليه وسلم): “اتَّقوا اللَّاعِنَينِ ، قالوا: وما اللَّاعنانِ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ الَّذي يتخلَّى في طريقِ النَّاسِ أو ظلِّهِم”.
مختتمًا حديثه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يشجع الناس على إظهار البيئة بمظهرها اللائق، ويحث الناس على الاهتمام بها؛ لتظهر في أجمل مظهر وأحسن منظر يقول (صلى الله عليه وسلم): “ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان له صدقة”.