*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام
رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام
الحج عبادة بدنية ومالية تحتاج إلى جهد وصبر ، وعِظَمُ الأجر على قدر عِظَمِ العمل وتحمل مشاقه ، وإذا كان الحاج يرجو رحمة ربه وفضله في تكفير السيئات وغفران الذنوب ، وأن يعود من حجه كما ولدته أمه ، فعليه ألا يجهل ، ولا يصخب ، ولا يرفث، ولا يفسق ، ولا يضجر من الطاعة ، ولا يؤذي حاجًّا ، ولا ينفر صيدًا ، وأن يكون سلمًا للإنسان والحيوان والطير والحجر والشجر ، فالحج مدرسة أخلاقية وتربوية ، ومن دروسه التربوية درس بناء العزيمة والقدرة على التحمل .
وليحتسب كل حاج جهده وصبره عند ربه ، ولا يضيع الجائزة الكبرى بالشكوى والضيق والضجر أو النفور من العبادة ، فالحج اختبار لقوة الإيمان قبل قوة الأبدان .
فمن قوي إيمانه بالله تعالى هانت في سبيله الدنيا وما فيها ، وتحول تعبه ومشقته إلى رضا حيث تذوب متاعب الجسد في أشواق الروح ، فتتحول كل عوامل المشقة إلى إضاءات صفاء روحي ونفسي ، لا تقوي عزيمة صاحبها خلال رحلة الحج المباركة وأداء مناسكه فحسب ، بل ربما ترسم طريقًا جديدًا لحياته الإيمانية كلها .
ومع ذلك فإن التيسير في الحج أصل وليس فرعًا ، وما يسَّر نبينا (صلى الله عليه وسلم) على أمته في شيء مثلما يسَّر عليها في أمر الحج ، مع تأكيدنا أن أي متاعب أو مشاق في الحج إنما تكون لحظية آنية سرعان ما تتحول إلى طاقات إيجابية وشحنات إيمانية بمجرد انقضاء المشقة الطارئة ، ويبقى أجر المحتسبين عند الله (عز وجل) لا يزول.