:مقالات

الإيمــان

الإيمــان

الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والقدر خيره وشره حلوه ومره ، والإيمان هو وما وقر في القلب  وصدقه العمل وشهد به السلوك ، حتى عرَّف بعضهم الإيمان بالصدق ، فقال : الإيمان هو أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك ، وألا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك ، لشدة يقينك في الله (عز وجل) وإيمانك بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطئك لم يكن ليصيبك .

وللإيمان ثمراته التي تطمئن بها النفس , وتحصل بها السكينة , وقد سئل الحسن البصري (رحمه الله تعالى) أمؤمن أنت ؟ فقال: الإيمان إيمانان , فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب , فأنا به مؤمن ، وإن كنت تسألني عن قوله تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ الله وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” (الأنفال: 2-4)، فلا أدري أنا منهم أم لا ؟ .

ومن ثمرات الإيمان الصحيح طمأنينة القلب في الدنيا ورضوان الله (عز وجل) في الدنيا والآخرة , حيث يقول سبحانه: “الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ الله أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ” (الرعد: 28-29) , ويقول سبحانه: “إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيمًا ” (الفرقان: 70) .

ومن ثمرات الإيمان الصحيح في الدنيا أنه يورث مكارم الأخلاق , فإن وجدت أخلاقا كريمة فهي نتاج إيمان صحيح , لأن المؤمن الحق لا يكذب , ولا يغدر , ولا يغش, ولا يخون , ولا يغتب , ولا ينم , ولا يهمز , ولا يلمز , حتى عرف بعضهم الإيمان بالصدق فقال الإيمان الحقيقي هو أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك , وأن لا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك , لأن إيمانك بالله (عز وجل) يرسخ لديك أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك .

والإيمان والأمانة صنوان , فلا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):”لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ”(مسند أحمد) ، والإيمان والحياء قرناء , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” إنَّ الحياءَ والإِيمانَ قُرنا جَميعًا ، فإذا رُفِعَ أحدُهُما رُفِعَ الآخَرُ” (الأدب المفرد) .

هذا وينهانا ديننا الحنيف عن السخرية من الآخرين أو الاستهزاء بهم ، حيث يقول الحق سبحانه: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات: 11)، فالمؤمن الحقيقي من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):”الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ “(سنن الترمذي) .

والخروج على القيم النبيلة والأخلاق الكريمة من سمات المنافقين ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ” (متفق عليه) , ويقول (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا ، إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ” (متفق عليه) .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى