أعضاء قافلة الأزهر والأوقاف : الرسالة المحمدية راعت أحوال الناس جميعًا وجبرت خواطرهم وفتحت لهم أبواب الخير واسعة
أعضاء قافلة الأزهر والأوقاف :
الرسالة المحمدية راعت أحوال الناس جميعًا وجبرت خواطرهم
وفتحت لهم أبواب الخير واسعة
في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قام أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر والأوقاف إلى محافظتي شمال سيناء وسوهاج بأداء خطبة الجمعة اليوم 3/ 6/ 2022م وتضم كل قافلة (عشرة علماء)، خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: ” سعة أبواب الخير في الرسالة المحمدية”.
وقد أكد علماء الأزهر والأوقاف على أن من أهم ما تتميز به الرسالة المحمدية هو سعة أبواب الخير، وتعدد طرقها وتنوعها؛ ذلك أنها جاءت رحمة للعالمين، تراعي طبائع البشر، وظروفهم، وإمكاناتهم، وتفتح أمامهم سبل الخير على مصارعها، حيث يقول الحق سبحانه في الحديث القدسي: “إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً”.
مؤكدين أن أبواب الخير كثيرة مفتَّحة، منها ما يتصل بالعبادات المحضة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِذَا تَوَضَّأَ العبد فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلًا في الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِرُ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”.
كما أوضحوا أن من أهم أبواب الخير وأعظمها تلك التي يتعدى نفعها إلى المجتمع، من الصدقات، وتفريج الكربات، وإغاثة الملهوف، وكف الأذى عن الناس، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ – وَلا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا الطَّيِّبَ – فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ أبوابَ الخيرِ لكثيرةٌ: التَّسبيحُ، والتَّحميدُ، والتَّكبيرُ، والتَّهليلُ، والأمرُ بالمعروفِ والنَّهيُ عنِ المنكَرِ، وتُميطُ الأذى عن الطَّريقِ، وتُسمِعُ الأصَمَّ، وتَهدي الأعمى، وتدُلُّ المستدِلَّ على حاجتِه، وتسعى بشدَّةِ ساقَيْكَ مع اللَّهفانِ المستغيثِ، وتحمِلُ بشدَّةِ ذراعَيْكَ مع الضَّعيفِ، فهذا كلُّه صدقةٌ منك على نفسِك”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ”، وذلك كله مما يؤكد سعة أبواب الخير وتعدد طرقها؛ رحمةً من الله (عز وجل) بعباده.
كما بينوا أن من أبواب الخير النافعة إطعام الطعام، فهو دأب المؤمنين الصادقين أهل جنات النعيم، حيث يقول الحق سبحانه في وصفهم: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَيُّهَا النَّاسُ، أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ”.
مؤكدين أن الإطعام قد يكون أعظم أجرًا من نوافل الشعائر التي يكون نفعها لازمًا لصاحبه يقتصر عليه، لا سيما في أوقات الأزمات التي نحتاج فيها إلى التكافل والتراحم والتضامن، وأن يأخذ بعضنا بيد بعض، وكان الحسن البصري (رحمه الله) يقول: “أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة؟”، ولله در القائل:
اقض الحوائج ما استطعت
وكن لِهَمِّ أخيك فارجْ
فلخير أيام الفتى
يومٌ قضى فيه الحوائجْ
مؤكدين أن الرسالة المحمدية راعت أحوال الناس جميعًا، وجبرت خواطرهم، ففتحت لهم أبواب الخير واسعة، كل وفق سعته وإمكاناته، وملاك الأمر كله صدق النية مع الله (عز وجل) والإخلاص في العمل.