عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية : قواعد اللغة العربية تعمل على ضبط اللسان وصونه عن الخطأ
عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية :
قواعد اللغة العربية تعمل على ضبط اللسان وصونه عن الخطأ
عُقدت المحاضرة الرابعة لأئمة وواعظات بوركينا فاسو المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين والتي ألقاها أ.د/ عوض إسماعيل عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، بحضور الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب بوزارة الأوقاف.
وفيها رحب أ.د/ عوض إسماعيل عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بضيوف مصر من دولة بوركينا فاسو، وبزملائهم من مصر مشيدًا بوزارة الأوقاف ودورها البارز في تجديد الخطاب الديني، والجهود المتواصلة في التدريب والتثقيف للأئمة والواعظات داخل مصر وخارجها، والتي تهدف إلى نشر الفكر الوسطي المستنير في ربوع العالم كله.
مؤكدًا أن معرفة قواعد اللغة العربية تعمل على ضبط اللسان وصونه عن الخطأ، مشيراً إلى أن الكثيرين من الناس اعتادوا الحديث بطريقة خاطئة، بسبب عدم درايتهم باللغة العربية، وقد نزل القرآن الكريم مقومًا للسان عن الاعوجاج، لتميزه بالفصاحة فهو في أعلى درجات الفصاحة والبيان، فقد نزل القرآن الكريم بين أفصح الناس في العربية ولم ينقل أن أحدًا منهم زعم وجودَ خطأ لغويٍّ أو نحويٍّ في القرآن الكريم، وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): “تعلموا العربية وعلموها أبنائكم فهي لغة دينكم”، كما ورد عنه (رضي الله عنه) أنه قال: “علموا أولادكم العربية فإنها تصقل العقل، وتزيد المروءة”، مبينًا أن اتقان اللغة العربية والتمكن فيها يوضح المعنى الصحيح لآيات القرآن الكريم، وكذلك السنة النبوية المطهرة، فاستخراج أسرار كتاب الله يأتي عن طريق أدوات من أهمها إتقان لغة القرآن.
كما أشار إلى أن اللغة هي هوية كل منتسبيها، لأنها ناقلة للحضارة ووعاء للثقافة، وأن الأمة التي فرطت في لسانها أمة رضيت لنفسها أن تعيش في ذيل الأمم، وأن اللغة العربية اختارها الله لتكون وعاءً للقرآن، وحاملة لكلام الله (عز وجل)، إذا لابد أن تكون اللغة قادرة على استيعاب متطلبات مستخدميها وخاصة اللغة التي اختارها الله (تبارك وتعالى) لغة لكتابه الكريم، لتوصل مراد الله (عز وجل) إلى خلقه، ولتكون أداة للتعبير عن كل ما يشمل حياة الناس، فأنزل الله القرآن الكريم باللغة العربية لهذا الغرض: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”، موضحًا أن مفتاح كل العلوم المعرفة بفنون اللغة العربية قبل التخصص في أي فرع من فروع المعرفة.
مبيناً أن الوقوف على دلالات اللغة العربية ضرورة لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “أنا أفصح العرب بيد أني من قريش”، مضيفًا أن الدلالات متنوعة فمنها :الدلالة المعجمية، والدلالة النحوية، والدلالة الصرفية، والدلالة البلاغية.