*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون : إحياء ليل العشر الأواخر من حسن التأسي بنبينا (صلى الله عليه وسلم) والنقدُ أنفعُ للفقير في صدقة الفطر وأوسع لهم في قضاء حوائجهم

أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف يؤكدون :

إحياء ليل العشر الأواخر من حسن التأسي بنبينا (صلى الله عليه وسلم)

والنقدُ أنفعُ للفقير في صدقة الفطر وأوسع لهم في قضاء حوائجهم

******************************

في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعالي وزير الأوقاف الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة، انطلقت أربع قوافل دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف إلى (4) محافظات هي : (بني سويف – الوادي الجديد – جنوب سيناء – القليوبية) ، اليوم الجمعة 22/ 4/ 2022م وتضم كل قافلة (عشرة علماء) : خمسة من علماء الأزهر الشريف ، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف ، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: “العشر الأواخر وفقه الأولويات في واقعنا المعاصر”.
وقد أكد علماء الأزهر والأوقاف على أن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك موسمًا لمضاعفة الحسنات، واستباق الخيرات؛ إذ النفوس تنشط عند قُرب النهاية، وقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يُحسِن اغتنام تلك الأوقات الفاضلة، حيث تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، وتقول (رضي الله عنها): كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل العشرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ.
كما أشاروا إلى أنه من حسن التأسي بنبينا (صلى الله عليه وسلم) إحياء ليل العشر الأواخر من رمضان بالصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والاستغفار، والإنفاق في وجوه الخير، وهذا دأبُ الصالحين، وعبادةُ المتقين، حيث يقول الحق سبحانه في وصف أهل الجنة: “تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، وأنه إذا كان رمضان هو شهر العتق من النار، وما من ليلة من لياليه إلا لله (عز وجل) فيها عتقاء من النار، فإن ذلك أرجى وأوكد في هذه العشر، وإذا كان ربنا (عز وجل) يغفر للمستغفرين بالأسحار، فإن هذه الرحمة وهذه المغفرة أرجى في هذه العشر، لاشتمالها على ليلةٍ كرَّمها الله (عز وجل) وشرَّفها على سائر الليالي، ألا وهي القدر، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “تَحرُّوا ليلةَ القَدْر في العَشْر الأواخِر من رمضانَ”، وهذه الليلة المباركة هي دُرَّة الليالي، أنزل الله تعالى فيها كتابًا عظيم القدر، على نبي عظيم القدر، بواسطة ملَك عظيم القدر، على أمة عظيمة القدر، وهي ليلة تنزُّل المغفرة والرحمات والبركات، حيث يقول الحق سبحانه: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
كما أوضحوا أن تأليف القلوب وإصلاح ذات البين باب قبول الأعمال الصالحة، وأن الخلافات والنزاعات سبيل الحرمان لا سيما في هذه الليالي الفاضلة، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ- وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ”.
كما أشاروا إلى أنه إذا كانت أبواب الطاعة في هذه الأيام والليالي المباركة متعددة ومتنوعة فإن العاقل لا بد له من ترتيب أولوياته، فيقدم ما يتعدى نفعُه على قاصر النفع أو محدودة؛ لذلك يتأكد في هذه الأيام إخراج زكاة الفطر، ويجدر التعجيل في إخراجها قبيل العيد؛ توسعةً على الفقراء والمساكين والأيتام والمحتاجين، وتمكينًا لهم من قضاء حوائجهم قبل دخول العيد عليهم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَغْنُوهُمْ عَنِ الطَّلَبِ فِي هَذَا اليَوْمِ”، ويجوز إخراج القيمة المالية في زكاة الفطر، والنقدُ أنفعُ للفقراء في مجتمعنا وزماننا وأوسع لهم في قضاء حوائجهم، ومراعاةُ ما فيه صالح الفقراء من فقه المقاصد ، وأن فقه الأولويات يقتضي تقديم إطعام الفقراء والمساكين والتوسعة على المحتاجين على تكرار الحج أو العمرة، فالأول واجب عيني أو كفائي، والآخر نافلة، ولا شك أن الواجب عينيًّا كان أو كفائيًّا مقدم على سائر النوافل، فضلًا عما في تفريج كروب المكروبين من الثواب العظيم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة”.
اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى