في الحلقة الخامسة عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : “خلق الصدق” العلماء يؤكدون : الصدق فضيلة ضرورية للبناء والتنمية والصادق الحق يطابق قوله فعله
في الحلقة الخامسة عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : “خلق الصدق”
العلماء يؤكدون :
الصدق فضيلة ضرورية للبناء والتنمية
والصادق الحق يطابق قوله فعله
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء اليوم السبت 15رمضان 1443هـ , الموافق 16/ 4 / 2022م الحلقة الخامسة عشر لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان: “خلق الصدق”، حاضر فيها كل من : أ.د/ حسني السيد التلاوي – وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، أ.د/ أحمد علي سليمان – عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ تامر عقل المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي بداية كلمته أكد أ.د/ حسني السيد التلاوي – وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة أن خلق الصدق من أفضل الأخلاق التي يتحلى بها العباد فهي دليل على نقاء القلب وخلوه من النفاق والشوائب، كما أنه دليل على مروءة صاحبه، وبين أن الصدق يكون في الأقوال كما يكون في الأفعال وكل منهما يشترط فيه مطابقة ما هو موجود في القلب، كما بين أن من شرف الصدق أن صاحبه يلتزمه ولو مع عدوه، والصادق يكون متزنا في حديثه كما أنه يكون موثوقا مؤتمنا عند الناس، وأن من يكذب لا يؤتمن عند الناس ويكون صاحبه عرضة للشبهات ولذلك يقول الله (عز وجلَّ) : “فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ” ، ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك”، ومن المعلوم أن مرتبة الصادقين عالية حيث يقول الله (سبحانه وتعالى): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” ؛ ومن ثم فإن الصدق صفة لازمة للأنبياء والمرسلين، حيث يقول الله (سبحانه وتعالى): “هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ”، وهذا خليل الله إبراهيم (عليه السلام) يقول الله (عز وجل) في شأنه: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا” ، وقد بشره الله (عز وجل) بإِسْحَاق وَيَعْقُوب (عليهما السلام) ووصفهم بقوله: “فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا” وقد وصف الله (عز وجل) نبيه إسماعيل (عليه السلام) بقوله: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا” ، وفي وصف النبي إدريس (عليه السلام) يقول الله (عز وجل): “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” ويقول في حال نبيه يوسف (عليه السلام): ” يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ”.
ومن جانبه أكد أ.د/ أحمد علي سليمان – عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الصدق في الأقوال والأفعال والأحوال هو السبيل الأمثل لنوال السعادة والهداية والرشاد، كما أنه ضروري للتنمية والتقدم ولذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): “عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا. وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا”، ولك فإن كلمة “صديق” تعني الملازمة للصدق في جميع الأحوال، كما بين أن الصدق هو الإنسانية اليوم في أمس الحاجة إلى الصدق في زمن كثر فيه الكذب، وأن التزام الصدق سبيل الجنة ، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة؛ أصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتُمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم” مختتمًا حديثه بالتأكيد على أن الصدق في الأقوال والأفعال والأحوال يقوي الروابط الاجتماعية بين الناس كما أنه أحد أهم أسس التنمية التي تهدف إليها الجمهورية الجديدة.