في الحلقة الثانية عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : “خطورة الكلمة” العلماء يحذرون من الشائعات ويؤكدون : الكلمة أمانة ومسئولية
في الحلقة الثانية عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : “خطورة الكلمة”
العلماء يحذرون من الشائعات ويؤكدون :
الكلمة أمانة ومسئولية
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء اليوم الأربعاء 12رمضان 1443هـ , الموافق 13/ 4 / 2022م الحلقة الثانية عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان : “خطورة الكلمة” ، حاضر فيها كل من : الدكتور/ أسامة فخري مدير عام المساجد ، والشيخ يسري عزام/ إمام وخطيب مسجد سيدنا عمرو بن العاص بالقاهرة ، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته أكد الدكتور/ أسامة فخري الجندي أن الله (عز وجل) أنعم علينا بالقرآن الكريم حيث وضع لنا من خلاله المنهج الرباني الذي به يرتقي الإنسان , مشيرًا إلى أن الله (عز وجل ) خلقنا لثلاثة وظائف في الدنيا أولها :العبادة وثانيها: عمارة الأرض وثالثها : تزكية الأخلاق وحينما ننظر إلى الكلمة نراها تقوم بهذه الثلاثة فبالكلمة نعبد الله (عز وجل) ونعمر الكون ونزكي أنفسنا, موضحًا أن القرآن الكريم حثنا على نوع من الكلام وهو الكلام الحسن قال سبحانه وتعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) مشيرًا إلى أن جيل الصحابة ضربوا لنا أروع الأمثلة في الحفاظ على الكلمة مثلما نجد في هذا الحوار الطيب بين أبي بكر وربيعة بن كعب الأسلمي حيث يقول : “أعطاني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أرضًا وأعطى أبا بكرٍ أرضًا فاختَلفنا في عِذقِ نخلَةٍ قال: وجاءَتِ الدُّنيا فقال أبو بكرٍ: هذِهِ في حَدِّي فقُلت لا بل هيَ في حدِّي قال فقالَ لي أبو بكرٍ كلمةً كرِهتُها وندِمَ علَيها قال فقالَ لي: يا ربيعَةُ قُل لي مِثلَ ما قلتُ لكَ حتَّى نكونَ قِصاصًا قال فقلت: لا والله ما أنا بقائلٍ لكَ إلَّا خيرًا قال: والله لتقولَنَّ لي كما قلتُ لكَ حتى تكونَ قِصاصا وإلَّا استَعديتُ عليكَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال فقُلتُ: لا واللهِ ما أنَا بقائلٍ لكَ إلا خيرًا قال: فرفَضَ أبو بكرٍ الأرضَ وأتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وجعَلتُ أتلوه فقالَ أناسٌ مِن أسلَمَ يرحَمُ اللهُ أبا بكرٍ هو الَّذي قال ما قالَ ويستَعدي عليكَ قال فقلتُ: أتَدرون مَن هذا هذا أبو بكرٍ هذا ثانيَ اثنينِ هذا ذو شَيبةِ المسلِمينَ إيَّاكُم لا يلتَفِتُ فيراكُم تَنصُروني عليه فيغضَبُ فيأتي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فيغضَبُ لغضَبِهِ فيغضَبُ اللهُ لغضَبِهما فيهلَكُ ربيعَةُ قال: فرجَعوا عنَّي وانطلَقت أتلوه حتَّى أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقَصَّ عليه الذي كانَ قال فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا ربيعَةُ مالكَ والصِّدِّيقَ ؟ قال فقلتُ مثلَ ما قال كانَ كذا وكذا فقال لي: قُل مثل ما قالَ لكَ فأبيتُ أن أقولَ لهُ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: أجَل فلا تقُلْ له مثلَ ما قال لكَ ولكن قُل يغفِرُ الله لكَ يا أبا بكرٍ قال فولَّى أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضيَ الله عنهُ وهو يَبكي” فبالكلمة الطيبة تبنى المجتمعات, والأمم والكلمة الخبيثة تهدم المجتمعات والأمم, مختتمًا حديثه بأن من الصدقات أن يكف الإنسان أذاه ولو بالكلمة عن الناس ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال:” قلتُ: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تُعين صانِعا أو تصنع لأَخرَق قال: قلت: يا رسول الله أرأيتَ إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: (تَكُف شَرَّك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك”.
ومن جانبه أشار الشيخ/ يسري عزام إلى أن الله رفع بالكلمة أقوامًا، وحط بها آخرين، بها عُدِّلَ من عُدلَ، وبها جُرحَ مَنْ جُرح، فلها ثقلها في الإسلام، ولها خَطْب جسيم؛ فبالكلمةِ يدخل العبد في الإسلام، وبها يخرج، وبها يفرَّق بين الحلال والحرام، وبها تنفَّذ الأحكام، وبها تُستحَلُّ الفروج، وبها تحرم، وبها يجلد القاذف، وبها ينطق الشاهد، وبها ينصر المظلوم، ويقتص من الظالم، وبها يُؤمر بالمعروف، ويُنْهى عن المنكر، وبها يقرأ القرآن، ويسبَّحُ الرحمن، وبها يجرح اللئيم، ويعدل الكريم، موضحا مكانة الكلمة حيث يقول (سبحانه وتعالى): ” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ”, وقال (صلى الله عليه وسلم):”إنَّ الرَّجُلَ ليَتَكَلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوانِ اللَّهِ تَعالى مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ اللَّه لَهُ بهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ، وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه مَا كَانَ يظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ اللَّه لَهُ بهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ” ولما جاء سيدنا سفيان بن عبد الله إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)” قال: قلت: يا رسول الله، حدِّثْني بأمرٍ أعتصم به، قال: قل: ربيَ اللهُ، ثم استقم ، قلت: يا رسول الله، ما أخوفُ ما تخاف عليَّ؟ فأخَذ بلسان نفسه، ثم قال: هذا”.
مختتمًا حديثه عن الشائعات وأن أعظمها جرما ما كان فيه انتهاك لحرمة الغير أو التسبب في ترويعه, وعدم استقراره , أو بث لأخباره الخاصة , وأسراره أو استهداف مباشر لشخصه فكل هذا إجرام كبير وخبث عظيم ونار حارقة تفسد البلاد والعباد وتقضي على الأخضر واليابس. و لا خير في مجتمع يكثر فيه المرجفون الذين هم للكذب محبون وللشائعات مروجون وللتهم الباطلة ناشرون : “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.