في الحلقة التاسعة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : “أهمية فهم المقاصد العامة للقرآن الكريم” العلماء يؤكدون: القرآن الكريم ربط العمل الصالح بالإيمان فلا ينفك أحدهما عن الآخر
في الحلقة التاسعة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : “أهمية فهم المقاصد العامة للقرآن الكريم”
العلماء يؤكدون:
القرآن الكريم ربط العمل الصالح بالإيمان فلا ينفك أحدهما عن الآخر
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء الأحد 9 رمضان 1443هـ ، الموافق 10 / 4 / 2022م الحلقة الثامنة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان : ”أهمية فهم المقاصد العامة للقرآن الكريم” ، حاضر فيها كل من : الدكتور/ محمد الصفتي من علماء وزارة الأوقاف ، والشيخ/ محمد حسن من علماء وزارة الأوقاف وقدم للملتقى الإعلامي أ/ عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته أكد الدكتور/ محمد الصفتي أن القرآن الكريم ذكر كثيرًا من المقاصد العامة التي ينبغي أن تكون أساسًا لأي مجتمع سليم لتحقق سلامته وسعادته ، وأن الله سبحانه أنزل القرآن على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) ليحقق مقاصد عامة ، منها : مقصد عبادة الله ، ومقصد عمارة الكون ، ومقصد تزكية النفس، وكل ذلك نابع من تكريم الله سبحانه لبني آدم ، فلم يتركهم سدى ، ولم يخلقهم عبثًا ، قال سبحانه: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”.
مبينًا أن الله تعالى أنزل القرآن على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) ليحقق مقاصد عامة ، منها : مقصد عبادة الله ، ومقصد عمارة الكون ، ومقصد تزكية النفس، وكل ذلك نابع من تكريم الله تعالى لبني آدم ، فلم يتركهم سدى ، ولم يخلقهم عبثًا ، قال سبحانه: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” ، والمجتمع المسلم معني بتطبيق هذه المقاصد حتى يحقق السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة.
مبينًا أن المقاصد في الشرعية تتنوع بحسب قوتها في ذاتها إلى ثلاثة أنواع: المقاصد الضرورية ، والمقاصد الحاجية ، والمقاصد التحسينية ، ومن هنا جاءت الكليات الخمس وهي : الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، وهذه الكليات هي التي اتفقت الأديان السماوية وأصحاب العقول السليمة على احترامها وصيانتها ، وقد أجمع أنبياء الله سبحانه ورسله من عهد آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم على وجوب حفظها ، ولهذا جاءت الشريعة الإسلامية بمجموعة من التشريعات تصون هذه الضروريات .
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد حسن بيَّن أن الله سبحانه أنزل القرآن لمقاصد سامية ، وأهداف جليلة ، وغايات كثيرة ، منها : أنه كتاب هداية للخلق أجمعين ، يهدي الله به الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، قال سبحانه: ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ” ، وأنه كتاب معجز للخلق كافة ليكون آية صدق على رسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، مبينا أن التحدي به جاء على مراحل ثلاث: تحداهم أن يأتوا بمثله فعجزوا ، قال سبحانه : ” أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ ، فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ”، كما تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا قال سبحانه : “أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ” كما تحداهم بسورة واحدة من مثله فعجزوا ، قال سبحانه :” أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”.
موضحًا أن من المقاصد العامة للقرآن الكريم الدعوة إلى العمل الصالح لعمارة الكون ، قال سبحانه: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” ، موضحا أن القرآن الكريم قد ربط العمل الصالح بالإيمان في آيات كثيرة في القرآن ، بحيث لا ينفك أحدهما عن الآخر ، ومن ثم فإننا لن نستطيع أن نستلهم هدايات القرآن الكريم إلا بفهم مقاصده ، وتدبر آياته .